لا يوجد في الحياة (ضجيج) أكثر من صراخ النساء للمطالبة بحقوقهن المهدرة، المشكلة ليست في صراخ النساء وحدهن؟! بل في تطوّع نفر من الرجال (للعويل واللطم) نيابةً عن النساء، للفت الأنظار إلى حقوق المرأة المُغتصبة والمسلوبة من قبل الرجل في مجتمعات العالم الثالث!
طبعاً دائماً ما نسمع عن العالم الثالث ومشاكله وأنه (عالم ذكوري) لا مكان فيه للمرأة، وبالمقابل يصور العالم الأول على أنه مانح الحريات والحقوق للمرأة، بينما جماعة العالم الثاني (ما حولك أحد) ولا علاقة لهم بما يحدث!
الحقيقة المُثبتة أن نساء العالم الثالث، لو تخلصن من رجال العالمين (الأول والثالث) المتبرعين للمطالبة بحقوقهن، فأنا على يقين أن نصف مشاكل المرأة سيتم حلها بالتوافق في كل (العوالم الثلاثة)!
لا أعرف لماذا يحب البعض (حشر أنفه) في قضايا المرأة، بطرح حقوقها المسلوبة (على حد قوله) والمطالبة بها في كل محفل ومنبر إعلامي أو حقوقي، البعض يعلّق: كم من رجل ينادي بقيادة المرأة للسيارة، منحها مزيد من الحرية، وخروجها للعمل، وهو يعامل أهله بغير ذلك، وبقسوة يضيق عليهم، ويرفض مجرد معرفتهم بحقوقهم.. والحجة أن المجتمع (ما زال قاصراً) ولا يساعد على خروج المرأة الآن!
إنه تناقض عجيب يمارسه بعض الرجال ممن يتشدقون بحقوق النساء المهدرة خارج منازلهم فقط، ويتناسونها بين جدران حياتهم الخاصة!
هل يعتقد هؤلاء أن حواء (لا تملك لساناً) لتطالب بحقوقها؟! أعتقد أن الجميع متفق على أن المرأة تستطيع الحصول على ما تريد أكثر من مقدرة الرجل.. وأعتقد أنها ستكون أكثر سعادة بحصولها على حقوقها بنفسها، فلنثق بالمرأة لتتحدث بنفسها عن نفسها؟! ولندعها وشأنها لتطالب بما تريد بعيداً عن رؤية الرجل المُطالب أو الممانع!
وبما أننا نتحدث عن السعادة في المطالبة بالحقوق بين (الرجل والمرأة)، فلعل من المناسب تذكّر أحدث دراسة تقول: إن الرجال أكثر سعادة من النساء فيما يخص الأمان الوظيفي والمالي و(المظهر الخارجي) وشكل الجسم، مع اعتزازنا بأصحاب (الكروش) كشأن رجالي خالص!
بينما تتفوّق المرأة في: سعادتها تجاه حياتها العاطفية، والعائلية، والزوجية!
فهل تثق النساء بذكائهن، لاختصار مطالبهن بأنفسهن؟ بعيداً عن تدخل الرجل الذي أثبتت الدراسة أنه سعيد بمظهره الخارجي وشكل جسمه؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com