|
الجزيرة - المحليات:
أوضح فضيلة الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى عضو هيئة كبار العلماء أن جيلنا المعاصر عصي عن الاختراق بسبب متانة قاعدته الشرعيَّة والوطنيَّة، وأن رهانات اختراقه باءت بالفشل منذ زمن طويل.
وقال الدكتور العيسى في برنامج: «من هدي الشريعة « -الذي يبث عبر القناة التلفزيونية الأولى أسبوعيًا وأذيع الجمعة الماضية- أن الجيل المعاصر يعلم أن الكمال المطلق لله تعالى وأن إمكانات عديدة مُسخَّرة له وأنّه لا بد أن يعطي من نفسه ليقضي على بطالة الهمم والعقول، مؤكِّدًا أن هذه هي البطالة الحقيقية، مشيرًا إلى أن الكفاءات الشابة يتم استقطابها بالتدريج من قبل المؤسسات العامَّة والخاصَّة، فالشاب هو في الحقِّيقة من يصنع نفسه بنفسه بإذن الله بعد أن يُحسن توظيف الإمكانات المتاحة له من خلال تفاعله الإيجابيّ مع المادَّة التربويَّة والتعليميَّة، موضحًا معاليه أن التعويل الأهمّ على الجانب التربوي، فهو الذي يُكَوِّن شخصيَّة الجيل إلى أن يصل إلى مشارف الدِّراسة الجامعية، حيث يصعب التَّعامل في المرحلة الجامعية مع جيل لم يتكون تربويًّا بالقدر اللازم قبل هذه المرحلة.
وقال د. العيسى: إن ولاء الجيل المعاصر لولاة أمره ومرجعيته الشرعيَّة مترسَّخ في أسسه التربويَّة، وذلك أن الثوابت الدينيَّة والمسلمات الوطنيَّة حسب ما أشار إليه الوزير تمثِّل قاعدة الجيل في الفكر والمنهج، مؤكِّدًا أن العولمة والإعلام الجديد تركز على سرعة نقل المعلومة وتبادلها دون حواجز وأن ما يتصوره البعْض من أن هناك تحوَّلاً كبيرًا في المفاهيم بعد العولمة والإعلام الجديد لا يتجاوز في حقيقته سوى فعل سرعة تبادل المعلومة من دون حواجز غير أن القيم والنظريات والفلسفات والأفكار هي محل التداول في منظومة العولمة مترجمة عبر قنوات الإعلام الجديد لكنَّها عوضًا من أن تصلك قديمًا في كتاب أو عبر أيّ من أساليب التواصل الأخرى التَّقْليدية أصبحت بعد التحوّل في آلية التواصل المعلوماتي أقرب وأسرع.
وثمن الشيخ العيسى حرص الشباب على استطلاع ما يردهم من الأفكار والنظريات وطلبهم كشف شبهاتها وتبيان نافعها من ضارها وأن هذا يؤكِّد رسوخ الانتماء والولاء وقوة التحصين لدى جيلنا المعاصر، مشيرًا إلى أننا نجني ثمرة غرسنا بتحصين الجيل وفق أساليبنا التربويَّة على هدي شريعتنا الإسلاميَّة.
وحول الحلقة المفقودة في تربية النَّشء أشار معاليه إلى أنَّها تكمن في تعزيز دور القدوة وعكسه لمتطلبات هذا الدور وصولاً للعنصر الأهمّ وهو ترسيخ الثِّقة بين القدوة والجيل المعاصر، وشدَّد عضو هيئة كبار العلماء د. العيسى على أهمية إشراك الجيل المعاصر في مراحل تكوين القرار الخاص به مثمنًا دور الحوار الوطني في تمثيل الشباب في فعالياته ذات الصلة.