|
تشدّد الرواية التقليدية عن النساء المعلَّمات في الهند عادةً على التصادمات الحادّة بين الهند المؤسسية، التي تشهد تزايداً للفرص، و»الهند القديمة» التي تواصل التقاليد صقل معالم من الطموحات المهنية لدى النساء – وتحدّها أحياناً. ومع أنه لا عناصر تقلّص وطأة هذه الديناميّة المعقدة، يكشف بحث جديد صادر عن مركز ابتكار المواهب أخباراً مفاجئة، تفيد بأن النساء المحترفات في الهند يحققن طموحاتهن المهنية بطريقة ملحوظة فعلاً.
وتواجه النساء في أرجاء العالم كافّة جداراً من العقبات في المنزل ومكان العمل على حد سواء، ما يعرقل قدرتهنّ على إحراز تقدّم في مسيراتهنّ المهنيّة انطلاقاً من المكان الذي توقفن عنده. إلا أن الرقم الأكثر عجباً في البحث الذي أجراه المركز لا يتمثل بنسبة 91 في المئة من النساء الهنديات اللواتي يرغبن في العودة إلى العمل، بل بنجاح القسم الأكبر منهن في ذلك.
ويعود سبب هذا الاختلاف الكبير في الرواية الهندية، عمّا هي عليه الغرب، إلى المحفّز الاقتصادي الذي تساعد النساء على تشغيله في البلاد.
ومع أن مستويات النمو الضخمة في الهند تراجعت إلى 5.8 في المئة خلال العام 2012، تبقى آفاقها الاقتصادية أفضل بكثير من آفاق أوروبا وأمريكا الشمالية – وقد أججت ذلك الحرب المستمرة على المواهب في الهند. وبما أن السوق الهندي ينمو بسرعة كبيرة ولا يزال جديداً نسبياً، يقوم الأمر بكل بساطة على كون عدد الموظفين الذين يملكون خبرة غير كبير بما فيه الكفاية، ما ينشئ فرصاً في متناول النساء.
إلا أن البحث الذي أجراه المركز كشف النقاب عن توجه مزعج بالنسبة إلى أرباب العمل، حيث إن نسبة 72 في المئة من النساء الراغبات في العودة إلى العمل يرفضن الرجوع إلى الشركة التي غادرنها، مع الإشارة إلى أن عدم الرضا إزاء مستويات التقدّم المهني يدفع بعدد كبير من النساء للانسحاب من القوى العاملة، بقدر ما تفعل رعاية الأطفال. وفي الوقت ذات، يصعب على نساء كثيرات التنقل بين العمل والواجبات العائلية.
وباختصار، تسهل العودة إلى العمل في الهند، إلا أن الحصول على مناصب أعلى – واستعادة الزخم المهني – يُعد أمراً صعباً.
والجدير ذكره أنّ الشركات التقدمية في أفكارها مدركة للقدرة الغنية التي توفّرها النساء اللواتي خرجن من سوق العمل، وهي تتّخذ خطوات تهدف إلى تسهيل عودتهن.
ومن المقاربات التي نجحت في مجموعة «جنرال إلكتريك الهند»، التخطيط الفاعل لإستراتيجية إعادة المرأة إلى العمل قبل انسحابها، وذلك من خلال نقاش صريح بين المرأة ومديرها.
ويمكن للشركات أيضاً أن ترعى صلات وصل حيوية بين النساء المنسحبات من سوق العمل والأمثلة التي يُحتذى بها لنساء عدن إلى العمل ونجحن في استعادة زخمهنّ المهني.
يُعد إعداد المرأة للمعركة في سبيل عودتها إلى العمل قبل انسحابها من القوى العاملة أول خطوة يجب أن تتخذها الشركات لاستبقاء المواهب التي تحتاج إليها.
- (سيلفيا آن هيوليت هي رئيسة مركز ابتكار المواهب و»سيلفيا آن هيوليت أسوشييتس». لها 11 كتاباً ومن بينها كتاب بعنوان «الفوز بحرب المواهب في الأسواق الناشئة» Winning the War for Talent in Emerging Markets)