|
الجزيرة - مكسيكو سيتي:
أوضح معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور/عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ أن للمملكة تجربة رائدة في مواجهة معضلة نقص المياه، حيث بذلت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - جهوداً جبارة لمواجهة هذه المعضلة من خلال السعي لصناعة حلول مستدامة متميزة على المستوى العالمي، وهي شواهد حية على سعي المملكة لتحقيق تلك الخطوات المهمة.
جاء ذلك في كلمة لمعاليه ألقاها في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الرابع لرؤساء برلمانات دول مجموعة العشرين أمس الأول الخميس الذي ينظمه مجلس الشيوخ المكسيكي في العاصمة مكسيكو ستي بمشاركة وفود الدول الأعضاء في مجموعة العشرين إلى جانب ضيوف الشرف وهي إسبانيا والأرجنتين وتشيلي وكولومبيا.
وأشار معاليه إلى الاجتماع الثالث الذي استضافه مجلس الشورى في شهر فبراير العام الماضي 2012م بمدينة الرياض برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - والقضايا التي نوقشت فيه.
وأكد حرص المملكة العربية السعودية واهتمامها بالجهود التي تبذلها دول مجموعة العشرين ورغبتها الجادة للعمل نحو تطوير مخرجاتها بما يدعم الاقتصاد العالمي من خلال خبراتها المتراكمة، وقراراتها الاقتصادية المؤثرة التي تبنّتها خلال سنوات خططها التنموية المتعاقبة إضافة إلى النمو المتوازن للنظام المصرفي السعودي.
وعد معالي رئيس مجلس الشورى الاجتماع الدوري لرؤساء برلمانات دول مجموعة العشرين نقطة مضيئة في العمل الجماعي الجاد والهادف إلى دفع عجلة التنمية المستدامة لتحقيق تطلعات شعوب الدول الأعضاء.
وقال «إن تحقيق هذا الهدف الإنساني النبيل يعد من أعمال الخير والصلاح الذي يطيب لي باسم المملكة العربية السعودية المشاركة فيه، والعمل على إنجاحه، لأن ديننا الحنيف يحث على التعاون في أعمال البر والتقوى. فقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
وأضاف معالي الدكتور آل الشيخ «إن إيماننا الراسخ بأهمية الدور الذي يمكن أن تضطلع به مجموعة العشرين في التعامل مع القضايا الراهنة، وتهيئة سبل التعاون الدولي لمعالجتها واحتوائها كممثلين لشعوب هذه الدول، يحتم علينا التعاون في إيجاد بيئة تحفز على العلاقات السليمة والمتوازنة بين الدول، أساسها العدل والحوار والثقة والعمل الإنساني والتكامل في شتى المجالات التي تدعم وتقدم كل ما تصبو إليه مجتمعاتنا من نمو وتطور، وبما يمكننا من مواجهة تحديات المستقبل بإرادة أكثر صدقاً في الالتزام، وآليات أكثر فاعلية في التنفيذ، مما يعود بالخير للبشرية جمعاء.
وعبر معالي رئيس مجلس الشورى عن الأمل في أن يكون لاجتماعات برلمانات دول مجموعة العشرين إسهامات حقيقية داعمة نحو تحقيق وتفعيل قرارات القمم المتعاقبة لقادة دول المجموعة.
وقدم معاليه باسمه ونيابة عن مجلس الشورى الشكر لمعالي رئيس مجلس الشيوخ المكسيكي السناتور/ارنيستو كورديرو أرويو على حسن الاستقبال والتنظيم وكرم الضيافة.
من جهته أكد معالي رئيس مجلس النواب المكسيكي أهمية اجتماعات رؤساء برلمانات دول مجموعة العشرين لما للبرلمانات من دور في سن التشريعات التي تسهم في معالجة القضايا التي تعانيها الشعوب.
ووصف في كلمة مماثلة المواضيع المدرجة على جدول أعمال الاجتماع بأنها مهمة جداً تتطلب جهداً جماعياً وحواراً جدياً للوصول إلى وسائل لمعالجة كافة القضايا المجتمعية لأن القوانين هي التي تفضي إلى الإصلاح والتغيير نحو تحقيق الرفاهية للشعوب.
في ذات السياق استعرض معالي رئيس مجلس الشيوخ المكسيكي في كلمته في جلسة الافتتاح الموضوعات التي سيتم بحثها في الجلسات الأربع للاجتماع، مشيراً إلى أن الاجتماع يمثل فرصة لتبادل الآراء والاقتراحات والخبرات في سبيل الوصول إلى التنمية المستدامة، ومحاربة قضايا الفساد والجريمة المنظمة وغسل الأموال.
وعقب جلسة الافتتاح توجه معالي رئيس مجلس الشورى ورؤساء وفود الدول المشاركة إلى مقر مجلس الشيوخ المكسيكي، حيث حضروا جانباً من جلسة المجلس التي عقدها يوم أمس الخميس.
واستهل الاجتماع الرابع لرؤساء برلمانات دول مجموعة العشرين أعماله بعقد جلستين أمس الخميس تحدث فيهما عدد من رؤساء وفود الدول المشاركة عن جهود مجالسهم التشريعية وحكومات دولهم في إصلاح النظام المالي ومكافحة الفساد، والإجراءات التي تستهدف إصلاح النظام الاقتصادي والمصرفي للخروج من الأزمات المالية التي تواجهها بعض الدول.
وقدم عضو مجلس الشورى عضو وفد المجلس في الاجتماع الدكتور سعد بن محمد مارق ورقة عمل في الجلسة الأولى تناولت دور المملكة العربية السعودية في تطوير الأنظمة والتشريعات الاقتصادية وخاصة ما يتعلق بأنظمة التمويل العقاري وأنظمة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وأنظمة مكافحة الفساد والإصلاحات الاقتصادية الداخلية التي طبقتها المملكة.
واستشهد الدكتور سعد مارق بالتقارير الصادرة من المنظمات الدولية التي وضعت المملكة في مستويات متقدمة وخاصة دورها في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
حضر حفل الافتتاح وجلستي العمل سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المكسيك حسين العسيري.