يرقد طبيب جراحة عربي في العناية الفائقة بعد فقدانه الوعي نتيجة تعرضه مساء أمس الأول للضرب والركل من مريض ومرافقه؛ بسبب طلبه تسجيل (حالة المريض) في قوائم المرضى، بعد تقديم الرعاية الإسعافية الجراحية له، ولكن المريض ومرافقه رفضا ذلك، ونشب خلاف بينهم! طبعاً، حمداً لله على سلامة الطبيب أولاً.
وبحكم أنني من (فئة المرضى)، الذين عادة ما يقعون ضحية (خطأ طبي)، فمن اللافت أن يكون هناك أيضاً (خطأ في المقابل) سلوكياً و(مراجعياً) إن صح التعبير، حتى يشعر الجميع - على الأقل - بأن هناك أخطاء غير مقصودة (متبادلة) بين كل الأطراف!
نحن نحتاج إلى إسماع صوتنا للأطباء مع فشل وزارات الصحة في القيام بهذا الدور لتأكيد العلاقة بين الطبيب والمريض، وخصوصاً أن هناك من الأطباء - ومع كثرة الممارسة وتعدد الحالات - الذي قد يأتيه لحظة يشعر فيها بأن ما يقوم به أمر (روتيني واعتيادي)؛ وبالتالي قد يتعامل معه دون الحد المطلوب من الاهتمام وفق (الأمانة الطبية)!
بكل تأكيد لا أشجع أو أدعو إلى (ضرب الأطباء) لا سمح الله، وإن كان الأمر وارداً الحدوث مع كثرة أخطائهم الطبية، وفقدان البعض أعصابه نتيجة وفاة قريب أو فقدان عزيز دخل المستشفى (سائراً على قدميه)، وخروجه جثة هامدة؛ بسبب عدم مبالاة طبيب، أو عدم تأكد الفريق المعالج من أن الأمور تسير وفق الخطة العلاجية بشكل صحيح!
تخيل لو أن كل طبيب تسبَّب في (خطأ طبي) عوقب من أهل المريض بشكل فوري، قبل أن تتدخل لجان النظر واللجان الطبية وماراثون «خذ أوراق وهات أوراق»، ما الذي سيحدث؟!
أربعة (أخطاء طبية) قاتلة نشرتها الصحافة السعودية خلال الأسبوع الماضي، وقد نُقل عن الطبيب المعالِج لإحداها قوله (المريضة دي عاوزة تموت، أعمل لها إيه)؟!
(معك حق يا بيه، المفروض ما تعملش حاجة، إحنا اللي لازم نعمل...)!
يجب على وزارة الصحة أن تتدخل بشكل (عاجل وجاد وصارم)، قبل أن يصبح لكل (خطأ طبي) خطأ مقابل، وعندها قد نخسر كثيراً..!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com