المهمشون على الأرض تلفظهم الحروب..
والفقر..
والشتات..
توحشهم النزعات العرقية..
واللونية..
والطبقية..
تزجهم المحكات على أرصفة النبذ..
والخوف..
والتيه..
تكورهم الحاجة في زوايا الإهمال..
والمرض..
والجهل..
المهمشون يقتاتون فتات كل شيء..
يتشوقون للوسادة..
والبساط.. والمائدة..
يتضورون من الوحدة..
والعزلة..
والنبذ..
قد يصبرون إلى أن تصبح عظامهم سكاكين..
وصدورهم أفراناً..
وخواء رؤوسهم جحيماً..
المهمشون على الأرض من بقايا الفقر، والتيه، والجوع، والجهل، والتفرقة، والحاجة..
أشد إيلاماً..
وأنفذ من النار في الهشيم..
المهمشون على خريطة الأرض يتكاثرون..
والحروب بأشكالها، وأنواعها.. تمد في الاستكثار منهم.. بما فيها نوازع الفقر، والمرض، والجهل..
وسطوة تقلبات الطبيعة، والمناخ..
ففي زمن حقوق الإنسان.. والأنظمة المدنية، وكرامة الفرد.. وتنمية البشرية.. وتلقائية التعليم، وفرضية الصحة، وإجبارية الغذاء.. والتسارع في تغيير العالم ليكون أكثر التصاقاً، وأوسع مشاركة، وأرحب معاشاً..
فإن المهمشين على الأرض لم ينزلوا لواقع تحويل الحروف عنهم لأفعال في مجتمعات العالم، على الأرجح كلها..!!
وعلى الأرجح كما ينبغي..!
هكذا تُفسَّر الإحصاءات عنهم، وقوائم الأعداد منهم، ومواقع الأرض التي تحملهم..
وتشهد بذلك كل وسيلة.. وتقنية قدرت أن تنقلهم إلينا، في لمح البصر..!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855