تلقيت اتصالاً من الصديق عبدالوهاب الفايز، يذكرني بلقاء شبه شهري في منزله العامر، لقاء ثقافي اجتماعي علمي، يستضيف فيه أحد المسؤولين للحديث عن المشروعات والتجربة المهنية, وقال إن ضيف هذا الشهر هو الدكتور محمد الكنهل رئيس الهيئة العامة للغذاء والدواء، فقلت للصديق الفايز كما قال الشاعر العربي: نعم أنا مشتاق..
أما لماذا حرصت على الالتقاء وجهاً لوجه بالدكتور محمد الكنهل فلأني - وهذا ما أعتقده - أكثر الحاضرين للمناسبة شرباً لمياه منطقة القصيم بأنواعها وأصنافها، وأكثر الحاضرين من الزملاء تناولاً لخضراوات وفواكه القصيم، وهذا ادعاء مني، وإن كان بين الحضور أكثر نهماً لمياه وخضراوات وفواكه القصيم. أما لماذا فقد كان قبل لقائنا بأيام: (حذرت الهيئة العامة للغذاء والدواء المستهلكين من استخدام «مياه القصيم» المعبأة والمنتجة محلياً، لتجاوزها نسبة البرومات المسموح بها والمنصوص عليها في المواصفة القياسية الخليجية الخاصة بمياه الشرب المعبأة. وبينت نتائج التحاليل المختبرية لعينات من مياه القصيم ذات الأحجام «5 لترات و18,9 لتر»، المنتجة من قبل مصنع شركة مياه القصيم بمحافظة البدائع بمنطقة القصيم، تجاوزها الحدود القصوى المشار إليها، ودعت الهيئة المستهلكين إلى تجنب استهلاك هذا المنتج). انتهى جريدة الجزيرة 20 جمادى الأولى.
حرصت على أن أكون ضمن الحضور؛ لأسمع مباشرة ووجهاً لوجه من رئيس هيئة الغذاء والدواء:
أولاً: هل تحذير الهيئة من عموم مياه القصيم الجوفية والسطحية وآبارها أو من مياه شركة مياه القصيم بمحافظة البدائع.
ثانياً: هل تحذر الهيئة من المياه نفسها أم طريقة التعبئة؟ وهل هناك أخطاء في الخطوات والإجراءات؟
ثالثاً: هل التحذير من مياه البدائع الواقعة في هامش الرف العربي أم كامل مياه أرض القصيم الجيولوجية العميقة؟
فقد كانت هناك أقاويل وشائعات لم تصححها أي جهة، وما زالت قائمة ومتداولة، هي أن بعضاً من مياه القصيم ملوثة بإشعاعات اليورانيوم، وتأتي تحذيرات الغذاء والدواء لتؤكد تلوث مياه القصيم إجمالاً؛ لذا حرصت على أن أسمع من د. محمد الكنهل (رئيس هيئة الغذاء والدواء) ما حقيقة التحذير.
وقد أفاد بأن التحذير لا يخص مياه منطقة القصيم، وإنما طريقة التعقيم تجاوزت نسبة البرومات المسموح بها والمنصوص عليها في المواصفات القياسية الخليجية الخاصة بمياه الشرب المعبأة. وهنا شعرتُ بالراحة والاطمئنان؛ لأن مياه منطقة القصيم ومنتجها الزراعي الذي هو من الأساسيات الغذائية التي عاشت عليها شريحة من مجتمعنا - وما زالت تتغذى - ليست معنية بالتحذير، وهذه مرحلة أولى.
وأيضاً، هنا الفارق الإعلامي لأجهزة الرقابة، رغم دورها الكبير في حمايتنا، إلا أنها قد تزرع الخوف داخلنا مثل تحذيرها لنا من مياه القصيم.
يتبع