|
يكاد يكون الأستاذ منصور البلوي رئيس نادي الاتحاد السابق النسخة السعودية من المحامي المصري (مرتضى منصور) من جهة حب فلاشات الكاميرا وافتعال الإثارة في كثير من المواضيع التي لا تستدعي في كثير من الأحيان اللجوء لتضخيمها، في نهاية الأسبوع الماضي قرر البلوي حضور مباراة فريقه الاتحاد عندما يحل ضيفا على الهلال في استاد الملك فهد الدولي ولا شك أن حضور أبو ثامر من عدمه للمباراة هو شأنه الخاص؛ خصوصا إذا ما أراد الترويح عن نفسه بعد مشاكل ومتاعب سيول جدة! إنما المثير في الموضوع تصوير بعض الإعلاميين الذي يقتاتون على مائدة البلوي بأن هذه العودة الميمونة ستكون (بعبعاً) للهلاليين وليتهم قبل الاستعجال والترحيب بهذه العودة ليتهم سألوا المحامي مرتضى منصور عن معنى كلمة (بعبع) بالبلدي المصري لأن الإجابة بشكل موجز: تعني الجاموس الذي وصل مرحلة التقاعد -إن جاز التعبير- ولا شك لا أحد يقبل وصفه بالجاموس المتقاعد من أي أحد خصوصا إذا جاءت من أشخاص يمكثون في قصره آناء الليل وأطراف النهار، وفي كل الأحوال سواء قصدوا ذلك أم لم يقصدوه هي في النهاية أساليب عقيمة وقديمة لا تليق في عصر الإعلام الجديد الذي أصبح فيه المشجع العادي يميّز بين الغثّ والسمين، بل إن هذا المشجع تفوق على كثير من الذين ابتلي بهم بلاط صاحبة الجلالة فبات المشجع في عصر (تويتر) صحفياً محترفاً فائق المهنيّة وأصبح بعض الإعلاميين مشجعين تحركهم نوازعهم العاطفية الضيّقة وذكرياتهم المؤلمة مع فرقهم التي تدفعهم للابتسامة (الصفراء) على حدّ رأي الفنان عبدالله الرويشد (لا تغرّك الضحكة أنا كلّي أحزان)!!.
لقد كان البلوي ولا زال مصدر تفاؤل للهلاليين كلما فرد عضلاته واستعان بمرتادي مائدته من الوسط الإعلامي الرياضي لأنهم يدركون بأن فريقهم العظيم الزعيم يُتقن الترحيب بمن هم على شاكلة أبو ثامر ولم تكن الرباعية الزرقاء التي طرّزها نجوم الزعيم مساء الجمعة في مرمى الاتحاد هي الوحيدة بل التاريخ يشهد على مواقف الفرقة الزرقاء خصوصا في عهد الرئيس الهلالي (الظاهرة) الأمير محمد بن فيصل، وبالتالي فإن المدرج الهلالي الكبير أصبح يتوق لرؤية أبو ثامر في المنصة وإلى جواره رمزي وسعيد لكي يستمتعوا بمشاهدة ردة فعلهم مع كل هدف هلالي تستقبله شباك العميد والتي غالباً ما تكون في نهاية المطاف هدوء نسبي يتبعه انسحاب تدريجي ثم ينتهي بهروبٍ كبيرٍ معتاد كان المتسبب فيه دوما سامي ورفاقه في وقت مضى واليوم ياسر والشلهوب وزملاؤهما يكررون المشهد وهم يردّون من داخل الملعب ويتركون لغيرهم العبث خارجه، لقد كانت ليلة الجمعة ليلة تاريخية ليس لأن الهلال فاز على الاتحاد برباعية؛ فهذه النتيجة معتادة لكنها تاريخية بحضور (الشاعر) منصور بعد غياب طويل للملاعب والمدرجات كانت كلها مشتاقة له! لكنه يأبى دائما إلا أن يحرم هذه المدرجات الوقت الكافي لتعبر عن شوقها له بهروبه المتكرر المعتاد كل الأمنيات أن يكون هروب ليلة الجمعة السابقة هو الهروب الأخير ففي نهاية المطاف هي منافسة شريفة بين فريقين كبيرين؛ إنْ فاز الهلال فهو زعيم زعماء آسيا وإنْ ظفر الاتحاد فهو عميد الأندية السعودية وأحد الثلاثة الكبار..
وعلى دروب الخير دوما نلتقي.