كتب - سلطان المهوس:

ما زالت المؤشرات الصادرة كمخرجات من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم تسير بوتيرة مخالفة تماما لطوحات وأهداف رئيس الاتحاد القدير أحمد عيد الذي وعد بوجود عمل مؤسسي حديث يضمن انسيابية وانضباطية بكل اللجان فالتباين الذي تصنعه مواقف لجان اتحاد الكرة والاختلاف الجماعي حول قراراتها يكشف أن هناك حلقة مفقودة بالعمل تسهم في بناء مسار غير آمن الأمر الذي يجعل من أي أعمال تجميلية تواجه بالانتقاد أو الشك وعدم الثقة..

ولعل أولى بوادر المخرجات الحالية قيام رئيس لجنة الاحتراف علي بادغيش بإطلاق تصريح إعلامي موثق في قضية احتجاج نادي النصر ضد نادي نجران وكشفه لأوراق القضية التي سكت عنها في مباراتين سابقتين لنجران لكنه ظهر -بادغيش- فجأة - عند احتجاج فريق النصر مؤكداً أن لجنته كانت قد قررت لكنه لم يكن شجاعا ليقول إن لجنته أيضا استهانت ولم تتابع قرارها بشأن التاريخ المحدد لعدم مشاركة اللاعبين مع نجران ..!!

ظهور علي بادغيش وهو رئيس لجنة للحديث عن احتجاج يدرس بلجنة أخرى هو خطأ قانوني وإداري فظيع جدا جدا يوجب معاقبته من قبل مجلس إدارة الاتحاد السعودي بعيدا عن أي مجاملات بل يمكن أن يصل الأمر إلى إقالته فورا كما يحدث في أي اتحاد يحترم العمل المؤسسي والنظام ويرفض التسريب والتدخل بالأمور القانونية والمنظورة..!!

بادغيش الذي سبق وأن رأس نادي القادسية قال في حديث تلفزيوني قبل فترة إنه لم يكن يعرف موقع النادي ولا كرة القدم لكن استمراره حتى الآن يعود لأشياء كثيرة منها الشهرة التي يتمتع بها الرياضي (برنامج أكشن يا دوري) وهو أمر محمود لبادغيش الذي يعترف بذلك ولا ينكره لكن متلازمة الشهرة سارت معه حتى وهو يتقلد منصباً يوجب عليه (الثقل) والانزواء للعمل والتطوير فكلامه محسوب عليه بالحرف الواحد كونه رئيسا للجنة تقوم أولا وأخيراً على أنظمة محددة ولوائح دولية قد يعصف الخطأ بالتصريح بها بطولة أو إنجازاً أو مصيراً لأي ناد أو لاعب بالسعودية..!

بادغيش سمح لنفسه أن يتكلم ويتحدث ويتحدى وينطق بحكم جهة الاختصاص حول احتجاج النصر دون أن يفكر بأن هناك رئيس اتحاد وعد ناخبيه بعمل مؤسسي كبير ونظام صارم ودقيق لعمل اللجان وهو بذلك يضع استفهامات عديدة حول الوضع داخل اتحاد الكرة فأبجديات العمل هو عدم التدخل بأي عمل تدرسه لجنة أخرى وبادغيش لم يراع تلك الأبجدية فماذا عن الأعمال الأخرى وماذا عن التسريبات الأخرى بل هل هناك كوارث لا نعرفها!؟

الإيمان بقدرة أحمد عيد وبخبرته أمر مسلم به لكنه مطالب أيضا بإفشال أي حماقات تخدش صورة الوعود التي أطلقها وهو جدير بتحقيقها لصالحنا جميعا ولا يخيفنا سوى وجود أمثال بادغيش الذي لم يفهم أن الآن رئيس لجنة وليس رئيس نادي القادسية فتصاريحه ومداخلاته وتشعبه دائما بالأحاديث واندفاعه للإجابة على كل الأسئلة المطروحة إعلاميا تعتبر كارثة بالعمل المؤسسي فلا يوجد رئيس لجنة احتراف بالعالم يعمل ما يعمله بادغيش وإن كان يريد أن يعود لواجهة الشهرة والإعلام فليبتعد عن اتحاد الكرة فورا فليس الوقت وقت (تميلح) و(منظرة) بل الشارع السعودي ينتظر إطلالة حديثة لاتحاد كرة القدم وبادغيش وأمثاله يغتالون تلك الإطلالة بأقل ما يقال عنها إنها حماقات ليس لها أي داع أبداً ولا تمت للعمل المؤسسي بأي صلة تذكر..!!

أخيرا: يجب أن لا يمر ما فعله بادغيش مرور الكرام وأن يحاسب كأي عامل يتشرف بخدمة اتحاد كرة القدم لكي تكون العدالة الإدارية حاضرة على الجميع وأحمد عيد رجل لا يقبل الخطأ مهما كان فأمامه وعود تاريخية يعرف أن التاريخ سيقلبها يوما أمامه وسيرى النتيجة التي كلنا نتعاضد لأن تكون نجاحا باهرا للوطن أولا وأخيرا ..