سأعطف بداية على التصريحات الأخيرة التي صدرت من إسرائيل قبيل زيارة أوباما الأخيرة لها، حيث أعلنت أنها ستضمن بكل جدية أن لا يصل السلاح الكيميائي السوري إلى أيدي الثوار المتطرفين (الإسلاميون)، وتأكيد النتن ياهو على أن وجود هذا السلاح وبقاءه في أيدي النظام الأسدي هو الضمان الوحيد لإسرائيل أن لا يستعمل ضدها في يوم ما، هذا السلاح الكيميائي الذي تغنت به دولة صهيون سنين طويلة أنه يشكل خطراً عليها مع وجوده لدى النظام السوري الفاشي، وبعد عشرين عاماً تعلن أن لا خطر عليها من بقائه مع نظام الأسد وأنها ستعمل على أن يبقى كذلك.
81 مليار دولار قيمة ما تدفعه أمريكا نقداً لجيش إسرائيل سنوياً، لضمان تفوقها النوعي وقدرتها على مواجهة التحديات المحيطة بها، وبالتأكيد أن قيمة الـ81 مليار ستتضاعف إن لم تكن تضاعفت، إسرائيل لا تخشى الحرب البرية العادية لكن الخطر يأتي من الأسلحة النووية والبيولوجية، حين كانت إسرائيل تؤكد أن نظام صدام حسين يمتلكه سابقاً وتبين أن لا صحة لهذه المعلومات أبداً، اليوم سوريا نفس الأسلوب، لكن الغريب أنه بكل فن الممكن (السياسة) إسرائيل تضمن لأمريكا بقاءه بيد النظام السوري، إذا أين الخطر على إسرائيل من النظام السوري؟
إلى خارطة إيران نذهب الآن، الكل يصرح أن إيران على وشك امتلاك السلاح النووي، حقيقة أن مثل هذه الألاعيب لو بحثنا في أصلها وفصلها سنجد أن لها غايتين: الأولى سبب رئيسي لدعم إسرائيل والثاني إبقاء العرب في حالة الرعب والخوف، فسلاح إيران النووي أبداً لن يكون خطراً على إسرائيل لكنه فعلياً إن وجد خطراً على الدول العربية، الخطورة لا تأتي من إمكانية استخدام إيران له ولكن الخطورة تكمن في حال أن أعلنت إيران عن امتلاكه من تطور سياسة التعامل مع إيران كدولة نووية، من الغرب ومن العرب.
إيران هي مثل إسرائيل تمتاز بالوقاحة، وبالتالي لا محرم لديهم ولا أخلاق تمنعهم، وأنا أجزم أنه لم ولن تمتلك إيران سلاحاً نووياً، لكن كل هذا التركيز على احتمالية امتلاكها له هو يبقى في الغايتين السابقتين: دعم إسرائيل غير المطلق وتخويف العرب المطلق، إيران وإن امتلكت سلاحاً نووياً فلن تقدر على استخدامه، لم تفعلها أمريكا ولا روسيا ولا أي دولة تمتلكه، هي مجرد طبقات سياسية ومكانان دولية لا أكثر ولا أقل، لذلك فلماذا كل هذه السياسات الاحتوائية في التعامل مع الموقف الإيراني، لماذا لا يكون التعامل معها المعاملة بالمثل.
إلقاء القبض على خلية تجسسية تعمل لصالح دولة هي إيران تحاول العبث بأمن المملكة، لن تكون الشبكة الأخيرة أبداً، فمهما حاولنا التجميل والتلطيف فإن ولاء كل شيعي المطلق لمن يتوهم بأنه سيدخله الجنة، مهما استوعبناهم وزرعنا فيهم الوطنية، وأن فتوى من معمم في قم، يقلب الولاء إلى عداء، والوطنية إلى خيانة، فمتى نعي ذلك؟.