أن ينتهي ذلك الحراك الشبابي والشعبي في مصر إلى مثل هذا المآل فشيء يبعث على الأسى والخشية.. كان الحراك شبابياً هدفه المطالبة بتحسين الأحوال من توفير لفرص العمل إلى تحسين للأوضاع المعيشية المتردية وصولاً للحد من الفساد.. لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد عندما تناهت المطالب واقتربت من تحقيق التغيير للنظام بكامله حين تنبه من كانوا من المواليد للنظام وممن يقولون بأبوية الرئيس إلى أن الفرصة باتت سانحة ليس للمشاركة في قطف النتيجة، بل للاستئثار بها في ظل عدم وجود قيادة لهذا الحراك.. وحيث تنادى الشعب بمختلف أطيافه بالمطالبة بالديمقراطية لم يكن أمام هذا التنظيم والذي لا يؤمن به وليست من أدبياته إلا أن يركب الموجة وينادي بها فيما هو مستمر في سيره لالتهام ناتج ذلك الحراك بكامله.. والذهاب به إلى غايات بعيدة.. ولتتوالى الخطوات وتأخذ الإجراءات طريقها للتنفيذ لكي يتم الاستيلاء على كل مفاصل الحكم لتأتي بعد ذلك الخطوات الأخرى الموصلة لإقامة الدولة الموعودة والمأمولة دولة الخلافة.. ولتصبح الديمقراطية هباء تذروه رياح التعصب والتشدد وتنفيذ الأجندات الخفية التي ستكشف الأيام مضامينها.. كل ذلك وراءه من يرصده ويباركه لأن فيه مصلحة: كيف لا؟ وهو آخذ الأمة إلى التشرذم والفرقة، وعود بالأمة إلى الحال الأسوأ حال الخلافات والفرقة اللتين لا تصبان إلا في مصلحة أعداء الأمة.
a-n-alshalfan@hotmail.com