كانت زيارة الرئيس الإيراني (نجاد) لمصر زيارة سياسية بدرجة امتياز، وفي قالب ديني بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف!! ولكنها جاءت بحمد الله مخيبة لآمال آيات طهران، وملالي قُم، وعمائم النجف، ومناحات كربلاء!! فانقلب السحر على الساحر، ورجع الرئيس خاسئًا وهو حسير.. هكذا بدا لنا الأمر من ظاهره، وهكذا نحسب زعامة مصر الدينية والسياسية، والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدا. لنا الظاهر والله يتولى السرائر.. وهذا هو المؤمل والمتعشم من أسود الكنانة، لا شلت أيمانهم، لقد انهمرت قذائف الحق في وجه (نجاد) فولى منها فرارا، وملئ منهم رعبا.. لقد كان مفتي الديار المصرية ومشيخة الأزهر يوالون الصواعق المرسلة لحاكم (إيران) بأن التدخل في دول الخليج يعتبر خطًا أحمر!!، وأن تنامي المد الشيعي في العالم الإسلامي يعد خط أحمر!! وأن تناول أعراض الصحابة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم يعد خطا أحمر!! فبارك الله في (مصر) ذخرا للإسلام والمسلمين، وعرينا للعرب والفاتحين.. قال (ص): (استوصوا بأهل مصر خيرا فإن لنا فيهم نسبا وصهرا) عنى بذلك ص: (هاجر) أم إسماعيل جد النبي صلى الله عليه وسلم، و(مارية القبطية) زوج النبي (ص) أم المؤمنين رضي الله عنها..هدية المقوقس زعيم القبط للنبي عليه السلام، إذاً فنحن وأقباط مصر أرحام لبعض (وأولي الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فحي هلا بمصر وأهل مصر، وحي هلا بأرض الكنانة وأهلها.. هكذا يكون الأزهر أزهرا في جبين الأمة، وغرة في وجهها، وشامة في عرينها، يذب عن حياضها، ويدافع عن كيانها.. فيا ليت هيئة كبار العلماء في بلادنا والعالم الإسلامي تسطر مثل هذه المواقف البطولية الجريئة،.. أسأل الله أن يوفقهم ويسدد خطاهم.. والسلام عليكم..