قرار العتمة نجع خامد، يرتب مآسي المهمشين، والدونيين، وصائغي الأحلام الصغرى، والوعود المبتسرة.
في ركن قصي معتم يحيك العابس خيوط غزله من جديد. يرتب النهايات المحتملة لأحلامه المجدبة منذ أن هوى في قرار هذا الركن السحيق.
يضيق الخناق
مشاغب هذا القناع، وموتور هذا الفعل الذي يلوذ فيه من أراد التملص من أمر قد يضيق عليه الخناق.. أما وإن جاءت الأقنعة ملونة فذاك حينها أقصى مراتب اللوذان، على نحو ميلاد غير مبجل لسُدَفٍ تستر غيما خلّب.
تطور بلاستيكي
ألفيت رجلاً في ممر الشقق الفاخرة تتغشاه العتمة والذهول، صاح على نحو معوج:
- فقدت مفتاح بيتي..!!
كف لبرهة وأضاف: آه تذكرت لقد أضحى مفتاحي “بطاقة” بلاستيكية ممغنطة، المألوف لم يعد لنا فيه حق أو باطل.. ها نحن في وارد أن تتحول أسرارنا إلى بطاقات ممغنطة.
ينهض بكسل
بعد مشاهدته للتلفزيون ينهض بكسل، يغسل أسنانه، يشرب الحليب البارد يتمدد في فراشه، يتذكر أنه أدى واجباته كاملة غير منقوصة.
فهو منذ أن حل بهذه المدينة لا يأبه بأي شيء يعيد للحياة وجهها المبهج رغم أنه يتقن تعاليمها!
حالة قلق
قلبه يشيع حالة من القلق، والألم.. وجيب غير متناغم يحصي عليه منغصاته.
يحاول جاهداً قضم فاكهة السكينة، إلا أنه يعجز عن تلافي حالة خوره في سخام الهاجس الأليم:
- أقلبي مصاب؟!