أثار مقال للصديق الدكتور عبدالله الطاير (وداعاً عام الرومانسية) تعليقاً على اختيار (جوجل) السعوديين أكثر شعوب الأرض رومانسية لعام 2012 شهيتي للكتابة حول هذا الموضوع الذي أعتقد أن (جوجل) لم يوفق في هذا الاختيار، إلا إن كان يقصد السعوديين (بأثر رجعي) أي قبل قرون من الزمن عندما قال مجنون ليلى:
تذكرت ليلى والسنين الخواليا
وأيامأ لا أعدي على الدهر عاديا
أعد الليالي ليلةً بعد ليلةً
وقد عشت دهراً لا أعد اللياليا
وإني لأستغشي ومابي من نعسة
لعل خيالاً منك يلقى خياليا
حالات من الحب العذري، عاشها جيل كان يملك من أخلاق الرجولة ما يجعله يعف عن أن يدنس عرض عفيفة ربما قد يغويها الحب والعشق أن تنزلق منزلقاً يبقى ألماً يقطع قلبها كلما تذكرته، فيكون هذا الرجل الشهم المحب خير من يعينها وهي خير من يعينه على بقاء هذه المحبة تشعل نارها في القلب دون أن تشعل نار الدناءة والفجور.
إذا اكتحلت عيني بعينك لم تزل
بخير وجلت غمرة في فؤاديا
ولم أرى مثلينا خليلي صبابة
أشد على رغم الأعادي تصافيا
يكفيه اكتحال عينيه بها وهي كذلك، فما بهم من صبابة تقف كريم أخلاقهم عند حد النظرة فقط، على عكس مدعي الرومانسية في هذا الزمن فإن ادعاءهم الكاذب لا ينتمي لأخلاق العربي، فضلاً عن المسلم فتكون النظرة المسمومة ويكون اللقاء الآثم.
ومن أكثر أبيات الرومانسيات ترديداً قول الشاعر:
إن العيون التي في طرفها حورُ
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
وهن أضعف خلق الله إنسانا
وهي لا تعني حقيقة رومانسيات بقدر ما هي أبيات غزلية صرفة، وإن كان البعض أضافها للرومانسيات من قبيل قولها في حضرة الحبيب.
أعود لباعث هذه المقالة وهو رومانسية السعودي من خلال محرك البحث، وأقول إن هذه النتيجة إنما جاءت بناء على أكثر الكلمات ترديداً، ويبدو أننا فعلاً نردد ما لا نطبقه، أو أن المرأة السعودية والرجل السعودي كل طرف ظالم للآخر، لأن ما يقوله كل طرف عن الآخر فقدان رومانسيات الأقوال والأفعال.
وأتفق مع الصديق عبدالله بأن الحب وما يتبعه من غزل عفيف ليس مناقضاً للتدين بأي شكل من الأشكال، مادام في محيط الحلال، وفي سياق التقرب والتودد من أجل حياة ناعمة هانئة.
ولا يمكن أن نتكلم في هذا الشأن دون أن نأتي بشيء مما قال الإمام ابن حزم -رحمه الله-
حيث يقول:
وددت بأن القلب شق بمدية
وأدخلت فيه ثم أطبق في صدري
فأصبحت فيه لا تحلين غيره
إلى منقضى يوم القيامة والحشر
ما أجمل المشاعر الصادقة سواء من الحبيبة أو الصديق، وما أقبح التصنع والادعاء الكاذب.
كل صباح ومساء وأنتم رومانسيون.
والله المستعان،،,
almajd858@hotmail.comتويتر: @almajed118