أعدتِنا لعهود قد نسيناها
فما ألذ لدينا اليوم ذكراها
أعدتها ذكريات ذكرها عطر
تروي لنا قصصاً ما كان أحلاها
تصور الماضي المحبوب سيرته
أكرم بمن ظل يحييها ويرعاها
كانت عهود صفاء لا مثيل لها
الدين كمَّلها والنبل زكّاها
كان التعاون فيه رمز ألفتنا
وأسَّ وحدتنا حقاً ومبناها
كانت وكنا نعاني من قساوتها
لكننا رغم هذا قد عشقناها
كنا نعيش بها والعز يصحبنا
وعيشة الذل نقليها ونأباها
نتيه فيها افتخاراً حين نذكرها
ومن مفاخرها نستلهم الجاها
نعيشها ذكرياتٍ كلها عبر
فما أجل لنا الذكرى وأسماها
***
فبارك الله فيمن كان راعيها
ومَن أعاد لنا الذكرى وأحياها
مَن عاش يمنح كل الحب موطنه
وللعروبة أسمى الحب أعطاها
رأى بماضيه ما يزهو به فدعا
هلم نحيي تراثات أضعناها
فهب من يحرس الأوطان متبعاً
خطوا لمن أرضنا تهوى ويهواها
رمز السماحة عبدالله من ثملت
فيه الصفات أعاليها وأذكاها
مليك عدل سما حبا وتضحية
وعاش يرعى أمانات وأداها
كفاحه أبداً من أجل أمته
كل الوفاء لها أعطى وأولاها
فكان رمز إخاء في عروبته
وأصبح المثل الأعلى لمسعاها
يسعى لأهدافها يرعى تآلفها
وعن خلافاتها بالحب يرعاها
يريدها أمة لا خلف يضعفها
ولا انقسام يهد اليوم مبناها
يريدها أمة لا تستباح لها
أرض ولا يطأ الباغون مغناها
يريدها أمة تُخشى عزائمها
يخافها المعتدي دوماً ويخشاها
يريدها أمة تسمو لعزتها
في ساحة المجد تلقاه ويلقاها
يريد أمته في كل معترك
تبز بالسبق من جارت وبارها
هذي سياسته تلكم مبادئه
فباركوا خطوات قد تبناها
***
ورحبوا بأمير عاش متصفاً
بالحزم والعزم والآمال يرعاها
سلمان مَن همه آمال أمته
ومَن سعى للعلا شوقاً ولاقاها
ولي عهد سما للمجد في ثقة
ونال من قمم الأمجاد أعلاها
الله يحفظه درعاً لأمته
سيفاً لمن عن طريق الحق ما تاها
***
وذي فلسطين تدعوكم لنصرتها
وتستجير بكم ممن تحداها
ممن تسلط عدواناً وغطرسة
وجار حتى كؤوس الموت أسقاها
تئن تحت احتلال ظالم شرس
من عصبة دولة الطغيان ترعاها
يا أمة العرب والإسلام لا تهنوا
ثوروا ودكوا حصون البغي إياها
هبوا غطارفة وامضوا أشاوسة
وحرروا قدسكم من كل أعداها
وأشعلوها جحيماً ضد مغتصب
قد سام خسفاً فلسطيناً وآذاها
وحاربوا كل من آوى عدوكم
ورحبوا بالمنايا عند لقياها
ما أجمل الموت ذباً عن كرامتنا
أكرم بمن روحه لله أهداها
وما أذل حياة لا نكون بها
أهل السيادة فيها ما حييناها
لا بارك الله فيمن خان أمته
وكان ضد أمانيها ومسعاها
وعاش من كان للأوطان مفتدياً
وسلم الله من بالروح فدّاها