كان ضيفنا الأخير تحت قبة منبر الجزيرة، أو برلمانها المتميز هو معالي الأخ المهندس عبدالله الحصين، وزير المياه والكهرباء ، ومعه أهم المسؤولين عن هذين القطاعين الهامين، إذ حضر معالي الأخ الدكتور عبدالله الشهري، محافظ هيئة الكهرباء والإنتاج المزدوج، ومعالي الأخ الدكتور عبدالرحمن آل إبراهيم، محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، ووكلاء الوزارة لقطاعي الكهرباء، والماء، الأخ الدكتور صالح العواجي، والأخ الدكتور محمد السعود، ومجموعة أخرى من قيادات الوزارة، والهيئات التابعة لها، وقد تميز اللقاء بالشفافية، والصراحة، والوضوح، كما هي العادة في مثل هذه اللقاءات التي يكون فيها المسؤول وجها لوجه أمام مجموعة من الكتاب والصحفيين، وأضفى معالي الوزير مسحة رائعة على اللقاء من خلال تواضعه الجم، وصراحته، وقفشاته التي أضفت نوعاً من المرح خلال اللقاء التي امتد زهاء أربع ساعات.
سبق وأن ذكرت بأن النقاش في هذه اللقاءات يشبه إلى حد كبير ما يجري في البرلمانات الديمقراطية، وتنشر الجريدة كل ما يدور على صفحاتها، وأؤكد أنني وبعض الزملاء نتفاجأ بعد نهاية كل لقاء بأن بعض المعلومات التي يتناقلها الناس، ونعرفها بحكم المتابعة قد تكون مغلوطة، أو مبالغا فيها، وهذه لا تنفي القصور في بعض الجوانب، ولكنها تؤكد أن آفة بعض الأخبار هم رواتها، فكم من مرة طرح الزملاء بعض المعلومات التي يتحدث عنها الناس كحقائق ثابتة، ثم اتضح عدم صحتها، فما هو أهم ما تمحور عليه اللقاء؟!
أكد مسؤولو المياه أن ثروتنا المائية في خطر، وأن لدينا استنزافاً هائلاً في مخزون المياه، وكمثال على ذلك فإن ما تم استنزافه من المياه خلال الثلاثين سنة الماضية لأغراض الزراعة تحديدا يكفي لمدة قرنين ونصف قادمين، لو أحسنا التعامل مع هذا الملف في حينه، والخطورة الكبرى هي في تأكيد المسؤولين على أن المياه لدينا «غير متجددة»، ما يعني أن ما نستنزفه من جوف الأرض لا يعوض بأي شكل، وسينفد يوما ما، ما لم تحصل معجزة، ومع أننا نشتكي دوماً من فاتورة الكهرباء، إلا أن ما ندفعه فعلياً أقل بكثير من التكلفة الفعلية، والخلاصة هي أن لدينا تبذيرا هائلا في الاستهلاك، إذ إن استهلاك الفرد في المملكة من الماء يعتبر من أعلى المعدلات العالمية، كما أن هناك عدم تعاون مع الجهات الرسمية فيما يتعلق بالترشيد، وكانت أغرب معلومة هي المتعلقة بإنتاج الحليب، إذ إن إنتاج لتر حليب واحد يستنزف خمسمائة لتر ماء!، ولذا أنصح كل مواطن بأن يستحضر صورة «وايت ماء» عندما يشرع في شرب كأس من حليبه المفضل، والخلاصة هي أن اللقاء يستحق القراءة بعد نشره، ففيه معلومات ثرية، ولعل ذلك يساهم في تعاون المواطنين مع خطة الترشيد، فالماء في خطر، والأجيال القادمة لن تغفر لنا استنزافه بالشكل الحالي.
ahmad.alfarraj@hotmail.comتويتر @alfarraj2