تلقيت الخبر المحزن لوفاة صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز بعد معاناة من المرض -رحمه الله- منذ فترة طويلة وأنا أتحدث مع صديقي حول خبر الوفاة أتذكر أشياء عدة ومواقف كثيرة وسجلاً حافلاً لهذا الأمير الإنسان الكريم المسؤول، صاحب العطاء والسخاء والنشاط الذي عرف بها طيلة حياة سموه.

لي قصة وتاريخ ومواقف لا تنسى وذكريات مع رجل فاضل يعمل بصمت ويتحدث بصدق ويستعرض التاريخ بواقع وإثبات، وله إنجاز وعطاء مثمر في حياته العملية ومنذ توليه المسؤولية وإشرافه على الكثير من المحطات التي كان له دور فعّال وسجل حافل إلى جانب اهتمامه وولعه بالثقافة والتاريخ والتراث والرياضة والفروسية والإعلام.

سجل له التاريخ الشيء الكثير وزرع الشيء الكثير ولكن بعيداً عن الأضواء والإعلام والهدف فقد كان خدمة الدين والوطن والمواطن.. له لمسات وعطاءات معروفة هنا وهناك وكانت بدايتي وكان شرف لي أن أحظى بموافقة سموه في لقاء صحفي مطول عن حياة سموه وعن مسؤوليات سموه في عمله نائباً لرئيس الحرس الوطني، وعن أشياء أخرى وذلك في مجلة اليمامة ما قبل 35 عاماً حينما كان يرأس التحرير الأستاذ الأديب سعد الحميدين وكنا مجموعة أنا والمرحوم علي العضيعان وراشد بن جعيثن وزملاء آخرون وكان لي السبق أن أحظى بهذا اللقاء الذي بثته وكالة الأنباء السعودية في وقتها وكان مهندس اللقاء زميلنا المخضرم والموجه الفاضل عبدالرحمن الشثري ومن ثم تواصلت اللقاءات وقد حظيت برعاية واهتمام من سموه -رحمه الله- وعندما زرت نادي الفروسية وكان أملي أن أقدم لهذه الرياضة خدمة إعلامية وكان الأستاذ خالد المالك رئيس التحرير يأمل في أن تكون هناك تغطية دائمة أو صفحة متخصصة للفروسية وعرضت على سموه، بادرني بالترحيب والموافقة، ونلت الثقة من سموه حتى عرفني على كيفية متابعة السباقات والترشيحات والتحاليل من خبرة سموه.. ولا أنسى أن سموه -رحمه الله- رشحني مسؤولاً عن الإعلام والعلاقات العامة في نادي الفروسية، وقدمني لسيدي خادم الحرمين الشريفين وقتها كان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني ورئيس نادي الفروسية، حيث صدرت الموافقة السامية وتعميد مدير عام النادي المرحوم عبدالله البسام بالعمل متعاوناً مع النادي، ومنذ تلك اللحظة أصبحت قريباً من سموه.. كان سموه قارئاً جيداً وله اطلاع واسع وحضور وعلاقات مع كبار رجال الإعلام والصحافة والأدب والثقافة.

ولسموه مجلس عناصر وعلاقات واسعة مع عدد من الوجوه الثقافية ورجال الإعلام والمجتمع وله يد طولى في نجاح رياضة الفروسية ودعمها ونجاحها وكان وراء نجاح البطولات الخليجية الثلاث لسباقات الخيل وتحقيق الكأس في قطر والكويت والبحرين، وله دور فعال في إنشاء سيارات الملك عبدالعزيز في الجنادرية وسباقات المصيف في الطائف وفي سباقات الهجن له دور في نجاح رسالة الحرس الوطني ومهامه بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في كل ذلك.

رحم الله الأمير وأسكنه فسيح جناته.