التمتع بالحرية اللازمة للتغطية الإعلامية، والسرعة في نقل الخبر، والدقة في مواكبة الحدث، والظفر بتقديم تفاصيل حصرية، إضافة إلى بناء علاقات وجسور مع (صناع القرار).. للفوز في نهاية المطاف بثقة المتلقي، وجذبه لأكثر المواقع تصفحاً وبحثاً عن الخبر والمعلومة.. جميع ما سبق مطامع مشروعة (للمشتغلين) في الإعلام بكل أشكاله!
أنا شخصياً مع منح الإعلامي (كامل الحرية) في التغطية والنقل والقراءة والتحليل لأنه محل الثقة، وهو (الهامش الأكبر) الذي نتمتع به اليوم ولله الحمد، إلا أن بعض الصحافيين العرب وحتى السعوديين للأسف الشديد يعتقدون وبسبب حمى السبق (الصحفي)، وقلة الخبرة، وضعف التنظيم، أن الحريات التي يجب أن يتمتع بها (الصحافي) تعطيه الحق في القفز على الحقائق، وقراءة الأمور من خلال (منظار واحد)، ونقل أي خبر (دون توثيق) كامل، أو تأن، أو مراعاة لخصوصيات الأشخاص أو المؤسسات، بحثاً عن الشهرة ولتمتع ببريق لمعان بلاط (صاحبة الجلالة)!
مع عصر السرعة، وعدم القدرة على حجب المعلومة هناك حس صحافي، ورقابة ذاتية، وشرف للمهنة.. تحتم على كل إعلامي التوازن، ولعل المتابع (لوسائل الإعلام اليومية) يجد أن هناك بعضاً مما سبق!
في بريطانيا كمثال (وهي بلد الحريات) ما زال الاختلاف قائماً حول التشريع الجديد (القاضي) بوضع تنظيم لعمل وسائل الإعلام، بسبب (رفع دعاوى) على العديد من الصحف والمحطات التلفزيونية والإذاعية والمواقع الإلكترونية، لما بات يعرف هناك بقضايا (التطفل على خصوصيات الأشخاص)!
أهل الإعلام في بريطانيا (أذكياء) فمنذ أكثر من 300 عام وهم يرفعون (لواء الحرية)، وعندما شعروا مؤخراً أن هناك خطراً يهدد (حرياتهم) بسبب أخطاء البعض والدعاوى القضائية، قرروا وضع اتفاق (جنتل مان) فيما بين الصحفيين أنفسهم، لوضع (ضوابط تنظيمية) تشجع على الرقابة الذاتية أكثر، وتمنع خرق ضوابط النشر أو الممارسة الصحفية!
هم يعلمون في حال فشل هذا الاتفاق، حتما سيُشرع (قانون تنظيمي) من خارج وسطهم!
أتمنى أن يأتي اليوم الذي تتقمص فيه هيئة الصحفيين، دور (الجنتل مان)، فهي تملك ملابس أنيقة تؤهلها لذلك!
حتى لو كانت عاجزة عن توضيح المسمى الصحيح لمن يمارس هذه المهنة هل هو: (صحفي) أم (صحافي)؟!
وعلى دروب الخير نلتقي
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com