فاصلة:
(ليست الأعشاب الضارة هي التي تخنق الحبوب الصالحة بل إهمال الزارع) - حكمة صينية -
ربما يعتقد بعض الآباء أن غياب يوم في أول الدوام المدرسي أو نهاية الفصل الدراسي مسألة بسيطة، ولذلك يرتفع لدينا عدد الطلاب الغائبين في مثل هذه الأيام! وقد نشرت جريدة الوطن في عددها يوم الأحد أن نسبة الغياب في اليوم الدراسي الأول فاقت 80% في مدارس التعليم العام في الرياض.
المسألة تتعلق في الرسالة التي يوصلها الآباء لأبنائهم حول الالتزام، والتي تبنى في وجدان الطفل كقيمة، ثم يتساءل الآباء لماذا يكبر أطفالهم ولا يتحملون المسؤولية ولا يلتزمون بواجباتهم الحياتية ولا ينضبطون في وعودهم او مواعيدهم مع الآخرين.
القيم منظومة متحدة لا يمكننا اختيار ما يناسبنا منها، وأطفالنا يبنون قيمهم بناء على قيمنا وسلوكياتنا وليس بناء على النصائح التي نوجهها لهم.
لذلك من الأفضل أن نتوقف كآباء عن توجيه النصائح المملة لأبنائنا مقابل أن نكون قدوة لهم.
والمربي الحقيقي يعرف أنه عندما يكون أباً أو أمّاً فهذا يعني أنه أولاً يعيد النظر في أفكاره وسلوكياته، لأنه لم يعد حراً بل صار قدوةً، وهي مهمة مقدسة في تقديري.
غياب الطلاب في اليوم الدراسي الأول دون سبب -في رأيي- ليس مسؤولية المدارس، فهي تعاقب وتحسم من درجات المواظبة والسلوك لمن يتغيب، لكن المسؤول الرئيس هي الأسرة التي لا تهتم بالالتزام.
وهي بذلك تؤسس في وجدان الأطفال معنى الاستهتار، الأمر الذي لا يتضح بشكل فوري، إنما يترسخ كقيمة تظهر في سلوك الأبناء مستقبلاً.
nahedsb@hotmail.com