|
حبيب الشمري - الجزيرة:
للأمير بدر بن عبد العزيز آل سعود الذي أعلن الديوان الملكي وفاته أمس، تاريخ مضيء في خدمة الوطن بكل تفان من خلال عمله ساعداً أيمن لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في رئاسة الحرس الوطني حيث كان نائبا له على مدى سنوات طويلة في مختلف مراحل التأسيس والتطوير التي عاشها جهاز الحرس الوطني منذ أن كان عبارة عن عدة كتائب صغيرة حتى تحول إلى مؤسسة عسكرية حضارية إنسانية يشار إليها بالبنان. ولا ينسى السعوديون عامة الرسالة المؤثرة التي بعثها الأمير الفقيد إلى شقيقه الملك عبد الله بن عبد العزيز في الحادي عشر من ذي الحجة عام 1431 هـ التي طلب خلالها إعفاءه من منصبه بسبب ظروفه الصحية. وحملت تلك الرسالة أسمى صور الوفاء للملك وبلغة إنسانية وأخوية لم تكن مستغربة على رجل دولة وثقافة مثل الأمير الراحل، بدأت بعبارات «أخي وشقيقي وسيدي خادم الحرمين الشريفين»، وختمها بعبارة «أخوكم وابنكم - بدر بن عبدالعزيز آل سعود». وبين هذه وتلك عبارات لا يمكن إلا إيراد نص الرسالة ليعبر عنها حيث قال فيها « سيدي: تعلمون - حفظكم الله- بأنني أفنيت عمري طاعة لله ثم لكم، خدمة لديني ثم مليكي ووطني. وإنني تشرفت بأن أكون ساعدك الأيمن في رئاسة الحرس الوطني،
وهو شرف أعتز وأفخر به، فبالله ثم بكم وبمكارم أخلاقكم وقيادتكم الحكيمة -يا سيدي- سرت على نهجكم طوال فترة عملي كنائب لكم في الحرس الوطني، وأرجو الله أن أكون قد أديتُ عملي بما يرضي الله ثم مقامكم الكريم، فإن أصبتُ فمن الله - جل جلاله -، وإن أخطأت فمن نفسي.
واليوم يا سيدي - حفظكم الله - وبكل الحب الذي يجمعنا أستعطف مقامكم الكريم إعفائي من منصبي لظروفي الصحية التي تعلمونها. ولتعلم يا سيدي وشقيقي ومليكي بأنني خادمك بالأمس وخادمك اليوم ما حييت. هذا وأسأل الله أن يعينك، وأن ينصرك، ويديم عليك ثوب الصحة والعافية،
والصبر والقوة والعزيمة». وبالإضافة إلى المهام الرسمية والوظيفية المناطة بالفقيد بحكم المنصب في نيابة رئاسة الحرس الوطني، فإن له لمسة واضحة جدا في مجالات مختلفة في رئاسة الحرس الوطني تمثلت في الجوانب الثقافية والاجتماعية، سواء في رعايته المستمرة لمسابقات حفظ القرآن الكريم لمنسوبي الحرس الوطني، أو في المناسبات الوطنية الأخرى التي كان فيها الحرس الوطني حاضرا بقوة. ولعل دور الأمير الفقيد بدر بن عبد العزيز بارزا في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» ماثل أمامنا، حيث كان لحضوره المستمر لجميع فعالياته، ورئاسته للجان العليا فيه المهرجان دور بارز في رسم خريطة واضحة المعالم لفعالياته الثقافية والتراثية. ويعرف كل من زامن المهرجان على مدى العقود الماضية مدى العلاقة الوطيدة التي تجمع الأمير بدر بن عبدالعزيز في مختلف الجهات وفرق العمل المشاركة في المهرجان، إذ كان دائم الالتصاق بهم، والحريص دائما على تسخير كافة الإمكانيات لتأدية دورها. ويحتفظ كثير من المشاركين في المهرجان خاصة من الحرفيين ومن فرق التراث والثقافة بكثير من الذكريات الحميمة للأمير بدر بن عبد العزيز، حيث كان دائم الحضور في مواقع الحدث وتفقد أدق التفاصيل.