في أكثر مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت يشارك السعوديون سواء بأسمائهم الحقيقية، أو -للأسف- بأسماء مستعارة، لكنهم يضعون في الحالة الثانية مواطنيهم في (لُجّة) المتصفحين المختفين الذين تعتبرهم تقاليد الشبكة العالمية للمعلومات مجموعة جبناء يهدرون وقتا هو الأطول بين المتصفحين وهو الأقل (موثوقية) للأسف من عامة المستفيدين من الإنترنت التي يكون همها الرئيسي صدق ونزاهة المعلومات التي يقدمها رواد الإنترنت
حيث لا تستطيع سلطة مهما كان اتساع مصادرها التعرّف على فئة من العالمين لا تصدق أن آليات التعامل مع الحاسوب تغيّرت ولم يعد يمكن للمتطفلين اختراق حسابات الآخرين، بل إنّ أهمّ مزوّد للخدمات الإلكترونية وهو GOOGLE قبل أن يمنحك فرصة للعبث مع الآخرين يركز على صاحب الحساب وقد زودني للأسف بإشارات عن (إمكانية) أن يكون البريد الفلاني بريدا احتياليا ويعطيك حسب رغبتك تاريخ الاسم الذي ورد إليّ منه البريد الاحتيالي ويفضحه أمامي فما أملك سوى الخجل لبني قومي لمَ لا يسلكون الطريق الذي هو الأسلم والأنسب بالنسبة للمتعاملين مع الإنترنت. تغيّر الوضع الآن كثيراً. باتت كثير من مواقع الخدمات التواصلية لا يصدق حكايات الجبناء والمتصيدين في الماء العكر الذين يكتبون لها عن صعوبات أمنيّة تواجه السعوديين كقُطْر من دون خلق الله أجمعين بسبب استخدامهم السيئ للإنترنت الذي هو (علمياً) ثورة معلوماتية يهمها رضا الطرف المدوّن لديها ومحاربة أعدائهم الطفيليين وذلك لتحويل الإنترنت إلى مكان آمن ومتفاعل وسريع لنشر معلوماتهم وملاحظاتهم. إن العالم لا يسير للخلف مطلقا. وثورة المعلومات لم تسّمَ كذلك لولا قدرتها على اجتياز تعامل الروتين مع مطالبها المشروعة - إن كان ثمة مطالب تتعدى مطالب السماح لمواقع الإنترنت السوداء بالتواجد مع المواقع البيضاء والمحترمة - وهم من ندعوهم بزبالة الإنترنت الذين يسيئون لمشروع عالمي من أجل إنجاح تواصل غير روتيني مع نفر أو مجموعة من المواطنين يعانون في أوطانهم من التكميم وعدم حصولهم ومواطنيهم على خدمات (نموذجية) كما تأمل وتطرح ذلك بجدية تقنية التواصل غير المحدود مع الآخرين.
إنّ مجرد وجود خدمة الإقلاع السوبراني التي تتيحها لك الإنترنت هي خدمة بذل من أجلها المال والتعب والعمل اللامحدود مع جمادات وافتراضيات الخدمة التي تمر بمراحل الترجمة والتوقع والكلمة التي لا تتغير بتغير أصحابها بل تظل مضيئة بجهد حفاظ أصحابها عليها لكي يضمنوا سلامتهم وأمنهم الشخصي والعائلي والاجتماعي. والوطني أيضاً.
إنّ ما يحرّك الإنسان نحو الأفضل والأجمل والأكثر تقدمية هو أولاً: ثقته بنفسه ووطنه واحترام الرأي (المختلف) والقبول بالحوار معه من أجل المستقبل وهو مدى رؤية مطوّري الإنترنت له، هو شعوره بالاندغام في مجتمع وشعب كامل ومشاركته في (السرّاء) و(الضرّاء) وإيمانه المكتمل بمرجعية وطن ظلّ يرعاه ويهدهده. ومنحه جنسيته التي هي سيوسولوجيا: الانتماء للزمان والمكان وافتدائهما بأعز ما نملك. وبعد هذا نؤجل ملاحظاتنا لوقتٍ آخر لا يكون هو الوقت المحدد لمناقشة وطنية كبرى حول المنح والأخذ والعطاء غير المشروط وتقبّل أعطيات الوطن على أنها منحة من (الله) أعزّ بها ذاك الوطن دون ذاك. وليس هدف الله من وراء تصنيف عباده سوى (وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ)، فالله لا يحكي علينا تسليات في القرآن الكريم وإنما يلقنها حبيبه -رسولنا عليه الصلاة والسلام- ليعيد علينا توجيهها على المستوى الذي نحلل به النص ونؤوله ونتدبره خير تدبّر. إنّ أسوأ الفترات التي مرّت بها الأمة هي عامنا هذا المزدحم بما سُمّيَ (ثورات الربيع العربي) وكانت ثورات شوفينية تعذّب النفس قبل الـAUTHERS الآخرين وتعطي الحكم الذي استخلصته بجهاد منقطع النظير ممن عدّتهم ديكتاتوريين وعملاء وأذيالاً ثم خرج البعض منهم يقومون بما هو أسوأ من حرمان مواطن حقاً دستورياً أفضل لأن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة حسب قانون العرض والطلب.
أقول قوْلي هذا وأستغفر الله العليّ العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو التوّاب الرحيم.
alhomaidjarallah@gmail.comحائل