كانت لحظــة تاريخية تلك التي أعلن فيها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمد الله في عمره وأيَّده ونصره ميلاد مدينة عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية بحائل إبان زيارته الميمونة المباركة لمنطقة حائل يوم 17-5-1427 هـ - 13 يونيو 2006م، وفي كل فجر يستيقظ الحائليون ومعهم أحلامهم التي كانت وما زالت تداعبهم من ذلك التاريخ المشهود وحتى عشية يوم الثلاثاء 16 ربيع الآخر من هذا العام، حيث تحدث في الجلسة الثانية من جلسات «منتدى حائل الاقتصادي للاستثمار» في نسخته الأولى، المهندس «مهند الهلال» أمين عام المدن الاقتصادية في المملكة العربية السعودية عن هذه المدينة الاقتصادية «الحلم والأمل والطموح» بشيء من السوداوية المبنية على معطيات واقعية وتاريخ من الوعود الكلامية والخطط الورقية التي لم ولن تسمن أو تغني من بطالة! إذ أكَّد وبصيغ مختلفة (أن أعمال إنشاء مدينة الأمير عبد العزيز ابن مساعد الاقتصادية في حائل لم تحقق تقدماً وإنجازاً على أرض الواقع حتى الآن، رغم اكتمال أعمال التخطيط ووضع التصاميم الهندسية والعمرانية للمدينة.. وأن الهيئة العامة للاستثمار غير راضية تماماً عن هذا التأخير في مشروع المدينة، وستتعامل مع الوضع الراهن بجدية وحزم مع الجهات المعنية لتذليل العقبات، والمضي قدماً في تنفيذ المشروع في أقرب وقت ممكن، مشيراً إلى أن مشروع مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية مرَّ بتحديات كبيرة بعد الإعلان عنه، حيث تغيَّر المطور الرئيس بعد استكمال المرحلة التمهيدية، وتأثر أيضاً بالأزمة الاقتصادية العالمية التي سبّبت هبوطاً في خطوط الائتمان وعدم تمكّن الشركة المطوّرة من توفير التمويل اللازم لتنفيذ أعمال البنية التحتية.. وعاد من جديد ليقول وبلسان الواثق والمدافع في أن: «طلبنا من مطوّر المشروع خطة عمل واضحة ليلتزم بها عبر جدول زمني يحدد تاريخ البدء في التنفيذ، وسيتم تقييم مدى التقدّم من عدمه والنظر في إمكانية المطوّر من خلال ما سيتم إنجازه في كل مرحلة «!!
ولكون هذا الكلام مما كثر سماعه وترداده في المجالس والمنتديات وعبر مواقع النت والملتقيات الحائيلية، وقد قيل اليوم بصيغة رسمية ومسؤولة لا تحتمل التأويل، وبحضور صنَّاع القرار وأهل الدار، لهذا وذاك فقد أبدى الكثير من أهالي المنطقة وأعيانها المهتمين بالشأن العام تخوفاً كبيراً من موت هذا المشروع الاقتصادي الواعد الذي يعلّق عليه أهالي المنطقة الشيء الكثير..
لقد بدأ اليأس يدب في النفوس، والأمل يجمع شتات بقاياه ليرحل من «حائل الإنسان» بعد أن افتقد في عالم المكان وتخطاه وتجاوزه الزمان الذي تُحدث عنه حين التدشين وعند التوقيع!! خاصة بعد أن طرح أحد رجال الأعمال المبرّزين والمعروفين محلياً وخارجياً في ذلك المساء فكرة إقامة مدن صناعية على الأرض المخصصة للمدينة الاقتصادية التي كانت وما زالت وستظل في رحم الغيب!!.. ولكن سرعان ما أحيا عبد الله بن عبد العزيز الأمل في النفوس من جديد وبعث فينا روح التفاؤل بغدٍ أجمل حين أصدر - حفظه الله ورعاه- أمره الكريم لوزارة البترول والثروة المعدنية بتعميد أرامكو السعودية بتنفيذ أعمال البنية التحتية التي تحتاجها مدينة جازان الاقتصادية في المرحلة الأولى حرصاً منه - أيَّده الله - على تحقيق خطة التنمية في المنطقة.
إن هذا الأمر الكريم يتضمن في طياته مؤشرات هامة، يمكن إجمالها فيما يلي:
• الاهتمام الكبير الذي تحظى به هذه المدن الاقتصادية من لدن القيادة الحكيمة، فهي تراهن عليها في سباقها للوصول إلى الريادة العالمية، وفي ذات الوقت تتوخى أن تكون حلاً لعدد من المشاكل الاقتصادية / الاجتماعية الداخلية.
• الاعتراف الضمني بوجود إشكاليات نظامية، وبيروقراطيات إدارية، وضعف في التنفيذ و... سيل من المعوقات الحقيقية التي تقف عائقاً أمام إنشاء مشاريعنا الاستثمارية، ولذا كان القرار الحكيم بإسناد هذا المشروع الهام لأرامكو، والأمل كبير في أن يُقاس على ذلك بقية المدن وكذا المشاريع التنموية المفصلية في المناطق الأقل حظاً في التنمية.
بصدق لقد أعاد هذا الخبر للنفوس نشوتها، وتجدد الأمل فيها، وتباشر الناس هنا في الشمال لخبر الجنوب، وكلهم يأمل أن يكون فجر حائل غداً القريب فجراً صادقاً لهم وللأجيال القادمة من بعدهم وما ذلك على الله بعزيز، فثقتهم بالله عزَّ وجلَّ أولاً، ثم معرفتهم بأن قائدهم حرص على هذه المشاريع المفصلية والهامة، ينضاف إلى هذا وذاك علمهم الأكيد بمتابعة أميرهم الدائمة لكل ما من شأنه نهضة وتنمية هذا الجزء العزيز من الوطن الغالي، إضافة إلى أن أرضاً مساحتها تتجاوز الـ 156 مليون متر مربع وُضعت عليها اليد لهذه المدينة الحالمة في وقت تشتكي فيه مشاريعنا المفصلية والهامة عدم وجود مساحات كافية لها، علاوة على أن هذه المدينة هي ثاني مدينة اقتصادية في المملكة العربية السعودية وستوفر كما قيل في يونيو عام 2009 ما يفوق 119 ألف وظيفة، هذه الضمانات وكذا عدد من المبررات وسيل من المعطيات الواقعية والعلمية جعل مساحة التفاؤل عندنا كبيرة، وفي هذا المنعطف الإيجابي الجديد الذي تمر به إحدى المدن الاقتصادية في مملكتنا الغالية نجدد نحن أهالي منطقة حائل تطلعنا إلى أن تنال مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية لفتة كريمة من لدن مقام خادم الحرمين الشريفين - أيَّده الله - فيأمر بما هو آت .. دمتم بخير ودام عزك يا وطن، وتقبلوا جميعاً صادق الود، والسلام.