لابد من تفرغ وتخصص واحترافية اللجان, قلناها وكررناها قبل أن يطالب بها وفد الاتحاد الدولي (الفيفا) أثناء زيارته واجتماعه مؤخرا بعدد من أعضاء اتحاد الكرة, قلنا : كيف تبحث عن احتراف حقيقي وتنتظر نتائج جيدة ومخرجات متميزة وأنت تدير هذه اللجنة أو ذلك الجهاز بكوادر متطوعة غير محترفة؟
ستستمر الأخطاء داخل الاتحاد وفي اللجان التابعة له, طالما أن الأفكار والخطط والبرامج والقرارات مبنية أساسا على الأهواء والاجتهادات والقناعات الشخصية, ولن يكون هنالك متابعة ومراقبة ثم محاسبة على أية تجاوزات لأن المخطئ ينتسب في الأصل لإدارة أو مؤسسة أخرى هي من تنفق عليه وتؤمن مستقبله, تخيلوا الأستاذ أحمد عيد يسكن في جدة ويرأس اتحاد مقره الرياض, ورغم كونه رئيسا منتخبا إلا أنه لا أحد يستطيع إلزامه بالتواجد والإقامة في الرياض لأنه ببساطة شديدة ليس متفرغا ويعمل بالمجان, فإذا كان هذا يحدث للرئيس فقس على ذلك بقية أعضاء الاتحاد ورؤساء وأعضاء اللجان..
لن أذهب بعيدا، رابطة دوري المحترفين ورغم عمرها القصير وكونها حديثة عهد في الرياضة السعودية إلا أنها اختصرت الكثير من الوقت والجهد والعناء وحققت إلى حد كبير نجاحات تنظيمية وإدارية ومالية وفنية للكرة السعودية ماكانت لتتحقق بهذه السرعة وبهذا المستوى لو لم تعمل بطاقم سعودي متفرغ ومؤهل وأيضا متدرب كل في مجاله, فما الذي يمنع من تطبيق نفس الهيكلة في اتحاد الكرة وسائر اللجان؟ لماذا لا يكون اختيار لجان الاتحاد الجديدة وفق معايير فنية دقيقة وآلية وشروط ومتطلبات واضحة يتم اعتمادها والتشاور حولها مع مجلس إدارة الاتحاد وأعضاء الجمعية العمومية؟.
الآن لا يكفي أن نتوقف ونتغنى بجودة وروعة وحضارية انتخابات اتحاد الكرة, هي خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح لكنها انتهت في حينها ولن تكون مجدية ومفيدة وقادرة على انتشال كرتنا المتعثرة إلا إذا انتقلنا بعدها إلى الخطوة الأهم بضبط وتنظيم أداء اللجان وضرورة تعاملها مع لوائح واضحة ومفهومة وصريحة لاتقبل التأويل وازدواجية ومزاجية التفسير, كفانا عبثا وتلاعبا, ولا مجال لمزيد من إهدار الوقت, ولم تعد كرتنا البائسة تتحمل الجديد من الفوضى وخبط عشواء..
يزيد القدوة والواجهة
قدم بطل الراليات العالمي يزيد الراجحي نفسه كواحد من ألمع وأبرز نجوم الرياضة في المملكة, شهرته هذه زادته رقيا ونبلا وتواضعا, وعلى غير ماهو سائد في وسطنا الرياضي, حيث الغرور والتباهي وعدم احترام الآخرين, كان يزيد ومازال نموذجا مشرفا ومضيئا للرياضي السعودي ليس فقط بتفوقه وإبداعه ونجاحه في مجاله وإنما في فعله للخير وتفاعله مع هموم وطنه وقضايا أمته, وفي مواقفه الإنسانية ومبادراته الداعمة لأكثر من جهة وجمعية خيرية..
يزيد الراجحي يجسد قيمة ومعنى ومفهوم النجم الحقيقي ليس في الرياضة وحدها بل في سائر المجالات المنتجة للنجوم مثل الإعلام والفن والثقافة والأدب وحتى السياسة والاقتصاد, في مشاركته الأخيرة في رالي حائل 2013 أقام راليا مصغرا للأطفال للتعريف بأنظمة وطريقة أداء هذه السباقات, وكذلك مخيما خاصا به في المغواة متكاملا من حيث التجهيزات والإمكانات يستقبل فيه الزوار وكان بحق إضافة مهمة للرالي, إلى جانب تبنيه ودعمه لأحد شباب حائل ليكون مستقبلا من أبطال الراليات..
بعد تعرضه لحادث الانقلاب الأليم في المرحلة الأخيرة وإصابته في إحدى فقرات الظهر وبالتالي خروجه من السباق, لم يكن مستغربا أن ترى الحزن على وجوه جميع من يعمل أو يتابع أو حتى يسمع بالرالي بمجرد انتشار خبر إصابته وانسحابه من الرالي بعد أن كان متصدرا وفي طريقه لإحراز لقبه الرابع , وهي مشاعر وانطباعات جماهيرية تلقائية لم تأت من فراغ وإنما لارتباطه العاطفي قبل الرياضي برالي ونفود وصحراء حائل ,وللمكانة المرموقة والسمعة الطيبة والسيرة الحسنة التي غرسها الراجحي في قلوب وعقول الحائليين خاصة والمجتمع السعودي بوجه عام, شكرا يزيد على رقيك وتواضعك وإنسانيتك ووطنيتك, وهنيئا لك هذا الحب وهذا التعاطف, كثر الله من أمثالك وجمع لك بين الأجر والعافية وكتب لك الشفاء والعودة سريعا لجماهيرك كما كنت نجما سعوديا مبدعا نفخر به وبإنجازاته.
ما المشكلة وما العيب ولماذا يلام أمين عام اللجنة الأولمبية محمد المسحل على تطبيقه للنظام و على إخلاصه وجديته في ترتيب وتحسين أداء جهاز مؤتمن عليه ومسئول عن أي خلل أو تقصير كل من يعمل تحت إدارته؟
إذا( شاف ) النجم نفسه على ناديه فاغسل يدك منه, هذه للأسف بداية نهاية الهداف التاريخي ناصر الشمراني.
مجريات وأحداث ونتيجة مباراة الهلال والاتحاد كشفت صحة المعادلة وحقيقة الواقع والفارق بين من يجيد الحديث داخل الملعب حضورا ومستوى وأهدافا وبين من ينفخ نفسه ويقاوم خصومه ويختزل مسئولياته وطموحات جماهيره ويستعرض عضلاته بصخب التأجيج وتصريحات الضجيج..
تماسك فريق الفتح وعدم اهتزازه أو تراجع مستواه في المواجهات الأخيرة الحاسمة دليل أنه يدار فنيا وإداريا بفكر احترافي راق ونادر في أنديتنا, صورة لمن ورط نفسه وضيع خطاه في سكة أوهامه..
هدف (المخ) في مرمى الاتحاد كان بمثابة الرد القوي الشافي الكافي من ياسر القحطاني على كل من حاربه وتجنى عليه وخطط سرا وعلانية لتدميره..
في عز تدهوره وأزماته المالية والفنية والإدارية وحتى الشرفية هاجم منصور البلوي إدارة الاتحاد على تلبيتها للدعوة الكريمة من الأمير خالد بن عبدالله وحضورها الاجتماع الرباعي لأن فيها إهانة لتاريخ ومكانة العميد, بينما لا شيء عن استضافته ومرمطته وفضائحه في معسكر الكويت.!
abajlan@hotmail.com