|
بقلم - ديفيد كورت:
يُقرّ المسؤولون التنفيذيون بشكل متزايد أن عائدات حزم البيانات الضخمة واقعيّة. لكنّ الأمر لا يجعل المضيّ قُدماً أسهل من قبل. وقد يكون الاستثمار بالدولارات، وعلى صعيد الالتزام الإداري، كبيراً. ويصرّ مدراء الشركات على معرفة ما سيؤول إليه الإنفاق على الفور، إلى جانب التغييرات المؤسسية التي قد ينتج عنها خلل.
وإن شرحنا الأمور ببساطة، فإن أفضلّ طريقة في متناول اليد تقوم على تطوير خطة. وقد يبدو الأمر واضحاً، لكنّ تجربتنا الخاصة تشير إلى أنّه يتعذّر على معظم الشركات تكريس الوقت المطلوب لإنشاء خطة تنظّم كيفيّة جمع البيانات والتحاليل وأبرز الأدوات والأشخاص في سبيل استحداث القيمة في مجال الأعمال.
وتستطيع الشركات تعلّم كيفية القيام بذلك من خلال النظر في خططها الإستراتيجية، مع العلم بأنّ خطّة إستراتيجية جيدة تسلّط الضوء على القرارات الحاسمة التي يجب أن تتّخذها شركة، وتحدّد المبادرات ذات الأولوية، ومن بينها هوية الشركات التي ستحظى برأس المال الأكبر، ومعرفة ما إذا كان يتوجب التركيز على زيادة هوامش الأرباح أو تعجيل وتيرة النمو، إلى جانب القدرات ا لضرورية لضمان أداء جيّد. وعندما يكون الأمر مرتبطاً بحزم البيانات الضخمة والتخطيط للتحليلات، من الضروري أن تتطرّق الشركات إلى ثلاث مسائل متشابهة، تتمثّل باختيار البيانات التي ستقوم بدمجها، وباختيار نماذج التحليلات التي ستوفر الدعم الأفضل لأهدافها التجارية ولبناء القدرات المؤسسية الضرورية:
- البيانات: تغرق الشركات في معلومات غالباً ما تستحوذ عليها وحدة أعمال أو وظيفة محدّدة. وقد تسلّط بعض الخطط الضوء على الحاجة إلى إعادة تنظيم شاملة للتصاميم الهندسية للبيانات مع الوقت، إلى جانب الإقدام على استثمارات كبيرة في القدرات الجديدة التي تتّسم بها البيانات، وذلك بهدف السماح للمعلومات القادمة من خارج الشركة، على غرار الأحاديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالدخول إلى قلب الشركة.
- نماذج التحليلات: تُعتبر نماذج التحليلات المتقدمة ضرورية لتفعيل عملية تحسين بتوجيه من البيانات (وتشمل جداول عمل الموظّفين أو شبكات الشحن مثلاً)، أو التوقع (بشأن هوية العملاء المقبلين على الشراء بالاستناد إلى سيرتهم الشرائية مثلاً). ومن الضروري جداً أن تتمكن خطة من تحديد المواقع التي ستستحدِث فيها النماذج قيمةً إضافية في مجال الأعمال، وهوية الأطراف التي ستحتاج إلى النماذج، وكيفية تجنّب التناقضات على خلفية توسيع نطاق استعمال هذه الأخيرة لتشمل أرجاء الشركة كافّةً.
- القدرات: تحتاج الشركات إلى أدوات سهلة الاستعمال تسمح بدمج البيانات ضمن عمليات يومية، وتُترجم عملية تحديد النماذج بأفعال ملموسة في مجال الأعمال. وستتطلب هذه الأدوات بدورها ما يناسبها من أشخاص وقدرات مؤسسية.
من الضروري أن تنجح خطة تتناول البيانات والتحليلات في خلق التزام في مجمل الشركة. وكلّما أسرع المسؤولون التنفيذيون في فهم ذلك، زاد الاحتمال بأن تصبح البيانات مصدراً فعلياً لاكتساب مؤسساتهم ميزة تنافسيّة.
- (ديفيد كورت رئيس تنفيذي لمكتب شركة «ماكينزي أند كو» في دالاس