بروكسل - أ ف ب:
بعد أشْهُر من الإعداد تبدأ الثلاثاء مهمة إعادة بناء الجيش المالي، التي سينفذها 550 عسكرياً أوروبياً بهدف تحويل الجنود الماليين إلى محترفين؛ ليتمكنوا من صد هجمات جديدة للجماعات المتمردة. وتبدأ هذه العملية بينما تستعد فرنسا لعملية انسحاب جزئي لجنودها البالغ عددهم أربعة آلاف في البلاد. وتضع الأمم المتحدة اللمسات الأخيرة على خطة لإرسال قوة لحفظ السلام إلى هذا البلد. وتبدو هذه المهمة شاقة؛ لأنه يجب إعادة بناء كل شيء في الجيش المالي، على حد قول قائد هذه المهمة الجنرال فرنسوا لوكوانتر. وتهدف المهمة إلى تأهيل وتدريب نحو ثلاثة آلاف جندي على أربع دفعات خلال 15 شهراً في كوليكورو. وسيتم استقبالهم بدءاً من الثلاثاء في الكلية العسكرية التي تمركز فيها على عجل في الأسابيع الأخيرة خبراء عسكريون قدموا من 23 بلداً. وواجه بطء تحرك الأوروبيين انتقادات وخصوصاً في فرنسا. لكن الجنرال لوكوانتر عبر علناً عن ارتياحه للنتيجة.
من جهة أخرى اختار الجيش المالي 670 جندياً من أربع مناطق لتشكيل أول كتيبة ترسل إلى كوليكورو. وسيخضع هؤلاء على مدار شهرين ونصف الشهر لتدريب مكثف على استخدام الأسلحة وتنفيذ الأوامر. كما سيتلقون دروساً في القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين. ويفترض أن تصبح هذه الكتيبة في نهاية يونيو قادرة على الانتشار في الشمال. وأعد الخبراء الأوروبيون تقريراً لا جدال فيه عن الوضع السيئ لهذا الجيش الذي أخفق بالكامل في مهمته عندما غزت المجموعات المسلحة وطوارق شمال البلاد مطلع 2012.
وفي سياق متصل عمد الجيش المالي أمس الأحد إلى إطلاق نار كثيف بحثاً عن متمردين تسللوا إلى تمبكتو غداة هجوم انتحاري، حسبما أعلن ضابط مالي. وقال الضابط: نفذ رجالنا منذ صباح أمس الأحد عمليات كثيفة لإطلاق النار في وسط مدينة تمبكتو بحثاً عن متمردين تسللوا سيراً على الأقدام أو على دراجات نارية. وقال سكان إن إطلاق النار تركز باتجاه مدرسة مهمان الحسن حيدر في تمبكتو، وباتجاه ثكنة عسكرية في وسط المدينة.