|
تونس - فرح التومي:
تعرض الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية ومصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي لموجة من الانتقادات اللاذعة التي من الثابت أنها ستخلف تراجعاً في شعبيتهما حتى داخل حزبيهما المؤتمر والتكتل حليفي النهضة صلب الترويكا الحاكمة. ويذكر أن الرئيس المرزوقي وصف المنتمين الى التيار العلماني التونسي بالثورة المضادة، وهدد بنصب المشانق والمقاصل للمتطرفين. وفي رد للرئيس التونسي على أسئلة الصحافة أن الحالة العلمانية متطرفة في تونس ولا تقبل أحداً. من جهة أخرى صرح رئيس المجلس التأسيسي أن على التونسيين الذين يخافون «النهضة» لا ثقة لهم بأنفسهم، مضيفاً بأن «النهضة» بإمكانها تحقيق فوز آخر او أكثر من فوزها بانتخابات 2011.
ولم يتوان رئيس المجلس الوطني التأسيسي عن التأكيد بأن «النهضة» حزب سياسي له انتشار شعبي لا ينكره أحد ولابد من التعامل مع الحركة من هذه الزاوية. وفي حديثه عن حزب نداء تونس عبَّر ابن جعفر عن تخوفه من أن يكون بوابة لعودة المنتمين الى حزب التجمع المنحل، مستبعداً أن يكون نداء تونس منافساً للنهضة لأنه ليس لديه برنامج واضح غير معاداته لها. هذا، وقد أصبح حزب المؤتمر الذي كان يرأسه المرزوقي فقد كل إشعاع له بعد استقالة محمد عبو أمينه العام الأخير، ولم تنفع محاولات هذا الأخير في الضغط على زملائه في المؤتمر ولا على الحكومة لإقرار الإصلاحات التي كان يراها ضرورية لإنجاح الانتقال الديمقراطي.
ومما لا شك فيه أن الحسابات السياسية للرئيسين المرزوقي وابن جعفر لن تكون متطابقة مع حسابات حركة النهضة بالرغم من تصريحات حليفيها في السلطة لاعتبارات سياسية. ولا أحد باستطاعته تناسي الضغوطات وتلكم التصريحات المعادية للنهضة التي لم يتوقف عنها الرئيس محمد المنصف المرزوقي منذ قضية تسليم القيادي الليبي السابق البغدادي المحمودي الى السلطة الليبية منذ جوان الماضي.