الدمام - سلمان الشثري:
حذّرت مختصة في إدارة الموهوبات الآباء من الاستمرار في ممارسة أساليب ما أسمته «قمع المواهب» لدى الأبناء دون إدراك، داعية إلى إيجاد برامج متخصصة في الموهبة موجهة إلى الآباء والأمهات وبقية أفراد الأسرة، إذ يعد المحيط الاجتماعي للموهوب أهم العوامل المؤثرة في مستقبل الموهبة التي تقود إلى استنهاضها أو وأدها؛ مطالبة الآباء الكف عن اختزال طموحاتهم في مجرد تحقيق التفوق الدراسي في حياة أبنائهم التعليمية، مشيرة إلى أن الطموح السائد في المجتمع يجعل الأسر لا تبدي اهتماماً أكثر من اهتمامها بحصول الأبناء على العلامات الكاملة في مراحل التعليم العام، بما يجعلهم يتقاعسون دون قصد عن استكشاف «الموهبة» في أبنائهم.
وقالت ابتسام المزيني خلال محاضرة ألقتها في المهرجان الوطني الخامس للعلوم والتقنية في مركز (سايتك) بمدينة الخبر أمس الأول: على الرغم من تغير الأنظمة التعليمية إلا أن الأهالي لا يزال يبحثون عن العلامات الكاملة والتفوق فيما تبحث الدولة الآن عن الموهوبين بغية تحقيق هدفها المنشود عام 1444 حيث التطلع نحو بلوغ مرحلة الاقتصاد المعرفي، مبينة أن بعض الآباء يمارسون قمع مواهب أبنائهم عن طريق حرمانهم من الانخراط في برامج متخصصة تعنى باستكشاف المواهب لدى الجيل النشء.
وأشارت المزيني في محاضرتها إلى ممارسات سلبية من قبل قلة من الأسرة وتسبب في «وأد» المواهب الفتية، مثل المساومة التي تتجلى في اشتراط «مكافآت مالية» أو عدم السماح للأبناء بالمشاركة في البرامج العلمية على الرغم من عدم العوز المالي لمثل هذه الأسر.. مشيرة إلى أن مثل هذه الممارسات على أيدي قلة من الآباء لا تحصل في دول العالم المتقدم، حيث يتكبد المشارك نفسه تحمل دفع أجور مالية مقابل حصوله فرصة المشاركة في البرامج العلمية.
وحذرت المزيني من تغافل الآباء إلى ما يحققه أبناؤهم في المنافسات العلمية، حيث لا يعتد بعض الآباء بأي إنجاز سوى الحصول على المراكز الأولى، موضحة أن على الآباء أن يدركوا أن مجرد اختيار أبنائهم للمشاركة في المنافسات العلمية يعد أحد أهم أوجه النجاح الذي يتطلب من الأسرة إعمال المطلوب منها في الدعم والتشجيع بما يحقق مضي الأبناء قدماً في توجهاتهم العلمية.