الدمام - حسن العمري:
أذهل الطفل سعد والديه في مهرجان العلوم الخامس الذي نظمه مركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنيَّة (سايتك) في مدينة الخبر بـ»جرأته» في إثارة الأسئلة العلميَّة أثناء حضوره فقرات التجارب العلميَّة، إِذْ يقول والده: لا أتخيل ابني ذا الأعوام العشر إلا كغيره من سائر الأبناء ذوي الشخصيَّة النَّمطية في التعلّـم، لاسيما وأنَّه ليس من الطُّلاب مستواه الدراسي في تقدير الـ(جيد) ولم يكن يومًا من بين الطَّلبة المتفوقين في حياته الدراسية.. «بل إني لا أعرفه قبلا بمثل هذا الحماس في أوساط الترفيه الأخرى». معبرًا عن دهشته إزاء إدراك ابنه لنواح علميَّة متخصصة في التفاعلات الكيميائية.
الطفل سعد نموذج لمئات الأطفال الذين زاروا المهرجان الوطني الخامس للعلوم في (سايتك) مع أسرهم، ولكن آباء أقرانه من الأطفال أظهروا استجابة أكبر لتوجه الدَّوْلة السعوديَّة نحو بلوغ مرحلة الاقتصاد المعرفي، إِذْ أبدي آباء وأمَّهات حرصهم نحو معرفة سبل توفير «المناخ» اللازم لاستنهاض مواهب أبنائهم في مجال التقنيَّة والأساليب المثلى في التَّعامل مع الأبناء الموهوبين، مدركين قيمة الموهبة في الأطفال، وهو ما ركز عليه المرجان في جانب من محتواه خُـصّ به الآباء الذين يشكِّلون جزءًا رئيسًا في صناعة جيل قادر على الابتكار.
وفيما وجد منظمو المهرجان في الطفل (عدنان بوجبارة) ذي الـ «اثني عشر عاما» مؤشرًا على «جدّة» الإنسان السعودي خلال حرصه على الجلوس في الصف الأمامي في قاعة الفعاليات الرئيسة في المهرجان طيلة أيام المهرجان.
قالت مجموعة من الزوار: إنهَّم في الوقت الراهن أكثر إيمانًا بأن «الإنسان السعودي» لا يقل شأنًا عن نظيره «الياباني أو الأمريكي» وأنَّهم سيعملون على منافسة العالم الأول عبر الاستثمار في أبنائهم.. مستشهدين بما اطلعوا عليه من تجارب عُرضت في المهرجان لابتكارات حققها أبناء الوطن في مجالات مُتعدِّدة.
وبدا زوار المهرجان من الشَّريحة العمرية بين 8 و17 عامًا من الجنسين أكثر حضورًا في فقرات التجارب العلميَّة من أقرانهم في الشرائح العمرية المتقدِّمة وإثارة التساؤلات العلميَّة مع مقدمي التجارب.
وبحسب مدير العلاقات العامَّة في مركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنيَّة وليد الرشيد، فإنَّ عدد الذين زاروا المهرجان الذي اختتم أمس الأول الخميس يقدّر بنحو 35 ألف زائر على مدى خمسة أيام قدَّمت خلالها فعاليات ركزت على التَّعليم بالترفيه وهو الأسلوب الحديث الذي يندر استخدامه في السعوديَّة ويختص به مركز (سايتك) الذي أنشأته جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بتمويل من مؤسسة سلطان الخيرية، مشيرًا إلى أن المهرجان أقيم لدعم توجه الدَّوْلة السعوديَّة في سعيها نحو بلوغ مرحلة الاقتصاد العرفي وعملنا هذا من أجل تحقيق «حـلم الوالد القائد عبد الله بن عبدالعزيز».
ويسعى المهرجان الذي يُقام مرة كل عام إلى إشاعة المفاهيم المرتبطة بالموهبة في الجيل النَّشء بغية تقليل معدلات الهدر الذي يَتَعرَّض له الأبناء على أيدي عناصر في المجتمع المحيط بهم، كما يسعى إلى اطِّلاع جمهوره على الوجهات التي يجب أن يسلكها ذوي المواهب العلميَّة لرعاية مواهبهم واستكمال مشروعاتهم البحثية.
وتعد السعوديَّة بحسب تقارير إعلاميَّة الأولى على مستوى دول الشرق الأوسط في مجال براءات الاختراع، حيث تستحوذ جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على نحو نصف «براءات الاختراع الممنوحة» المنتجة في العالم العربي والمسجلة لدى مكتب براءات الاختراع في الولايات المتحدة الأمريكيَّة.