|
حاوره - فيصل المطرفي:
الرجل الخبير في إدارة الهلال.. يغيب فترات عن الإعلام.. لكنه حينما يظهر يضع النقاط على الحروف.. هو كذلك الأمير نواف بن سعد نائب رئيس نادي الهلال.. حلّ اليوم ضيفاً على «الجزيرة»، وأوضح خلال الحوار الذي أجريناه معه كل ما يتعلق بالشأن الهلالي، وأجاب على التساؤلات وكان واضحاً.. كيف رأى فترة كومبواريه.. وما رأيه بزلاتكو.. ولماذا اختاروا المفرج.. ومن هو اللاعب الذي ندمَ على رحيله من الزعيم.. إجابات هذه الأسئلة، وأكثر في ثنايا هذا الحوار:
* بداية ملامح العمل الهلالي في الموسم الجاري كانت بالتعاقد مع كومبواريه.. كيف تم ذلك، ولماذا وقع الاختيار عليه؟
- حقيقة كانت هناك عدة أسماء والمفاوضات دائماً تأخذ وقتاً ومراحل.. وكومبواريه مدرب معروف في أوروبا وفرنسا بالتحديد، ويكفي أنه حقق نجاحات مع باريس سان جيرمان.. واختيارنا كان لاسم تدريبي معروف وسيرته مميزة.
* أول المشاهد التي ظهر فيها الرجل الفرنسي الأسمر كانت معك في باريس.. فهل كنت أكبر المؤيدين لتواجده مدرباً للهلال؟
- لا يُوجد شخصٌ بالإدارة يتفرَّد بالقرار، ولذلك أستطيع أن أؤكد لك أنه اختيار الإدارة.. أما تمثيلي للنادي بالتوقيع كان لتواجدي آنذاك بفرنسا.
* في حديث كومبواريه الفضائي لقناة العربية، أكد أنك أقرب الشخصيات له.. والآن هو خارج أسوار الهلال.. هل نستطيع أن نقول إنه خذلك؟
- للأمانة هو رجل مخلص في عمله وأدى عمله على أكمل وجه ولكنه لم يوفق مع الهلال، وربما تكون الأسباب منه أو من اختلاف الثقافات لدى اللاعبين بأوروبا وهنا أو أمور أخرى.. وبالفعل كنت قريباً منه لتواجدي المستمر بالنادي خلال فترته، رغم أني لم ألتقيه خارج أسوار النادي بصفة شخصية.. والرجل دليل وضوحه وشفافيته ظهوره الفضائي الذي كان فيه منصفاً بعد إقالته وتحدث بواقعية ولم يتنصل عن أخطائه وتحدث بشكل طيب عن النادي والمملكة رغم المحاولات لاستدراجه، وهي طبيعة الإعلام ولكنه نقل الحقيقة كاملة.
* في الإدارة الحالية يبقى السؤال المُحيّر.. من يختار المدربين واللاعبين؟.. وهل تستشيرون من يمتلكون ثقافة فنية كلاعبين سابقين مثلاً؟
- في الوقت الحالي أصبح أمر المفاوضات أسهل والوصول للمعلومة سهل جداً ونستطيع الوصول لأفضل الأسماء ومعرفة سيرتهم وطريقة عملهم، بل نتمكن من معرفة طريقة تعامله.. وسبق لنا في بعض التعاقدات استشارة بعض لاعبي الهلال السابقين كونهم يتابعون دورياً معيناً، وعلى ذلك نستنير بآرائهم.
* ولكن الكابتن فيصل أبو اثنين تمّ تعيينه مستشاراً في فترة سابقة.. وعقب ذلك تمّت التعاقدات دون استشارته حسب حديثه بالإعلام؟
- للأمانة لم أستمع لتصريح فيصل عن هذا الجانب.. ولذلك لا أستطيع أن أعلق.
* هل وصلتم لقناعة في الإدارة الهلالية أن التأخر في حسم ملف المدرب هو ما تسبب في إرباك التحضيرات وظهور الهلال بمستوى مهزوز؟
- لا أعتقد، فالمدرب تم التعاقد معه قبل بداية المعسكر.
* كومبواريه كان يحظى بدعم كبير من الإدارة.. وفجأة بعد خسارة دورية أمام النصر تمت إقالته.. لماذا بذلك الوقت تحديداً قررتم إبعاده؟
- بالتأكيد السبب لا يتعلق بأنه سبب الخسارة أمام النصر، والأمير عبد الرحمن أوضح ذلك بالتفصيل حينها.. ولكن وصلنا لقناعة أن أمر استمراره مستحيل وغير مفيد، وهذا لا يعني أنه مدرب سيئ ولكنه غير موفق.
* تكليف زلاتكو صاحبَه بعض القرارات والتغييرات الإدارية، أبرزها إعادة منصب مدير الفريق بتعيين فهد المفرج.. ما السبب؟
- فهد المفرج كل من يعرفه وقريب من عمله مع الأولمبي، كان يدرك اًنه يوماً ما سيكون مديراً للفريق الأول.. ووجود المفرج مع زلاتكو من بداية الموسم مع الأولمبي جعلهما ثنائياً متناغماً، ولذلك حرصنا بعد تكليف زلاتكو أن يكون المفرج إلى جواره، وذلك ليس تقليلاً بهشام اللحيدان وخالد المغيربي اللذين كانا يؤديان مهامهما على أكمل وجه.
* هل طلب زلاتكو وجود فهد المفرج معه بالفريق الأول خلال اجتماعكم معه قبل تعيينه خلفاً لكومبواريه؟
- بعد موافقته على تولي المهمة كان من أول شروطه وجود المفرج، فأبلغناه أنه قرار اتفقنا على اتخاذه.
* هل اشترط زلاتكو خلال اجتماعكم به أنه لن يعود للأولمبي في حال إبعاده نهاية الموسم عن الفريق الأول؟
- لم نتحدث عن هذا الجانب إطلاقاً.
* السنغالي مانجان حينما بدأ يظهر انسجامه مع الفريق ويقدم مستويات جيدة رحل.. ما الأسباب؟
- مانجان لاعب كبير ومثّل أندية كبيرة وقائد لمنتخب بلاده ولكن بدايته كانت متعثرة لظروف عودته بعد الإصابة التي غيّبته أشهراً.. ونحن حينها أدركنا أنه لم يعد لمستواه الحقيقي حالياً، ولذلك رأينا أن خوضه لتجربه قويه بإنجلترا مع استمرار ملكيتنا لعقده سيعود بالنفع للهلال سواء بالاستفادة من خدماته مستقبلاً أو بيع عقده في حال وصول عرض قوي.. بالإضافة إلى رغبة اللاعب للانتقال للدوري الإنجليزي ووجود مشاكل تتعلق بتأقلم عائلته في الرياض.
* وماذا عن رحيل هرماش وتعويضه بجوستافو.. وحينها هل كان قراركم أم قرار السيد كومبواريه؟
- هو قرار لكومبواريه فهو من شاهد جوستافو واقتنع به، وكذلك البرازيلي أوزيا أوصى بالتعاقد معهما.. أما عادل هرماش فما زال الهلال يمتلك عقده وذهب للإعارة بقرار فني وأمر عودته يتحدد نهاية الموسم.
* قبل أشهر احتضن مقر نادي الهلال اجتماعاً شرفياً موسعاً.. الاجتماع انتهى على غير العادة بلا دعم مالي للخزينة الزرقاء.. ما مدى رضاك عن الاجتماع؟
- هو بالفعل لم يكن دعماً مالياً بتقديم أموال خلال الاجتماع ولكن خرجنا منه بتكفل العديد من الأسماء الشرفية بمصاريف الألعاب المختلفة، حيث وعدوا بالإشراف على اللعبة ودعمها وهو أمر مميز للغاية ونشكر كل من بادر.
* عبر الإعلام نسمع كلاماً (معسولاً) من رئيس الهلال ونائبه نحو موبايلي.. يبادلهم نفس الحديث رئيس الشركة.. ولكن على حد علمي وجود العديد من الاختلافات بين النادي والشركة ظهر بعضها على السطح كتصريح الغبيني؟
- أمر طبيعي أن شركة كبيرة مثل موبايلي، ونادياً كبيراً وجماهيرياً كالهلال يحصل بينهما بعض الاختلاف في جوانب الشراكة، ولكن دائماً ما أحرص والأعزاء في موبايلي يعلمون ذلك أن تلك الاختلافات تكون داخلية للوقوف عليها والسعي لحلها.. ورغم ذلك علاقتنا القوية خلال السنوات الماضية لم تظهر الاختلافات إلا في مناسبات بسيطة، وأشكر هذه الشركة العملاقة ورئيسها التنفيذي الأستاذ خالد الكاف على حرصهم لنجاح الشراكة.
* هل وصلتكم عروض من شركات أخرى لرعاية النادي ولا سيما أن العقد مع موبايلي سينتهي بعد عام تقريباً؟
- أعتذر عن الإجابة لأسباب قانونية وأدبية أيضاً.
* هناك آراء ذهبت أن تجديد الإدارة الحالية لأربع سنوات أخرى خطأ إستراتيجي، وأشاروا إلى أن التجديد وترك الفرصة أمر صحي.. تتفق أم تختلف؟
- هذا الجانب نستطيع الخوض فيه في حال ترشح أكثر من شخص لرئاسة الهلال وقمنا بمنافستهم ولكن سبق أن أوضحنا أن من يجد في نفسه القدرة لرئاسة الهلال فليتقدم وسنكون معينين له، ولكن لم يتقدم أحدٌ، ولذلك تم ترشيح الأمير عبد الرحمن بالتزكية.. وأنا متأكد لو تقدم أي شخص سيكون الأمير عبد الرحمن أول المرشحين له وسيدعمه خلال فترة رئاسته.
* على المستوى الشخصي.. هل كنت تُفضل الرحيل بعد عمل 4 سنوات؟
- لا والله.. فشخصياً أحب الهلال ووجودي لخدمة نادٍ كالهلال هو أمر يسعدني ويشرفني كثيراً.. وسبب أن وعدت الأمير عبد الرحمن بالاستمرار بالعمل معه.. وهو أكثر شخص أجد نفسي أستطيع العمل معه.. علاوة على تقديري الكبير لأخي الكبير الأمير عبد الرحمن، فطريقة إدارته للنادي تتوافق معي.. كما أنني أكثر من يعلم ماذا فعل سموه لنادي الهلال من مجهود كبير وتضحيات، بالإضافة لما قدمه مالياً للنادي، وكل ذلك يجعلني أشدد أني أتشرف بالعمل معه فهو يستحق كل خير.
* الأحاديث تدور كثيراً حولك باختلافك مع شخصيات هلالية تعمل أو سبق أن عملت بالنادي مثل سامي الجابر أو حسن الناقور أو الأمير عبد الله بن مساعد أو عادل البطي.. هل أنت رجل تُحوِّل الاختلاف إلى خلاف أم أنها شائعات؟
- هي شائعات ولا تطاردني فقط، بل جميع من ذكرتهم طالتهم تلك الشائعات.. فنحن نعمل في نادي الهلال أي أن الأضواء مسلطة بشكل كبير علينا وعلينا أن نتحمّل تلك الشائعات التي تكون بحدود المعقول ولا تمس العائلة أو البيت.. وفي أول يوم عمل لي بنادي الهلال كنت أدرك جيداً أن تلك الشائعات ستصدر بين حين لآخر.. أما اختلاف وجهات النظر فهو أمر موجود وطبيعي، فمن المستحيل أن نتفق جميعاً على رأي على لاعب أو مدرب أو نظام إداري معين.. أما تحويلها لخلاف أو قطيعة هو أمر مرفوض ومن المستحيل أن أقوم به.
* في الصيف الماضي قام سامي الجابر بمفاوضة أحد المدربين.. وتردد أنك تدخلت في المفاوضات وأبلغت المدرب أن الجابر لا يُمثل الإدارة؟
- أمر غير صحيح تماماً.. سامي كان يحلل مباريات بطولة أوروبا واتصل بي حينها، وقدم لي اسم المدرب أبلغته أني سأقابله شخصياً.. وقابلته بالفعل.. وذلك المدرب (لا أود ذكر اسمه) اكتشفنا وجود بعض القضايا عليه، فتم صرف النظر عنه.
* كيف شاهدت حافلة نادي الهلال التي تبرع بها عضو الإدارة حسن الناقور، وحقق بها الهلال أولوية من بين كل الأندية؟
- هي حافلة ممتازة وستساهم في إراحة اللاعبين خصوصاً بالتنقلات البرية في بعض المباريات مثل الذهاب للقصيم أو المجمعة أو الخرج، كما أنها ستقلص بعض المصاريف التي كنا ندفعها مقابل المواصلات، وبالمناسبة هذه أشكر الأخ حسن على تكفله بها.
* أكثر من لاعب غادر الهلال بالاعتزال أو الانتقال خلال عهد إدارتكم.. أبرزهم الدعيع والغامدي والفريدي وهوساوي.. مَنْ مِنهم ندمت على رحيله؟
- بالتأكيد محمد الدعيع رحيله خسارة للهلال ولكنها رغبته الشخصية بالاعتزال، ولكني أجزم أنه لا يوجد حارس مرّ على الملاعب السعودية والقارة الآسيوية مثل محمد الدعيع سواء على صعيد الإمكانيات أو الخبرة التي ساهمت بجعله قائداً مؤثراً.. أما عمر الغامدي فهو لاعب محبب لي على المستوى الفني والشخصي وهو مكسب لنادي الشباب، ولكنه جاء وقت مشاركته مع الهلال أساسياً تضاءلت وحينها فضَّل عمر الانتقال ولكنه لاعب كبير ومهم في تاريخ الهلال.. أما أسامة هوساوي تحدث للإعلام والجميع يعرف ماذا قال، ولكنه فضّل عدم التجديد والآن انتقل وأتمنى له التوفيق وكذلك أحمد الفريدي.. ولكن الندم لا يُوجد أي ندم لأن الهلال لا يتوقف على لاعب، ويكفي أن أذكر بلاعب مثل يوسف الثنيان برأيي لم تنجب القارة الآسيوية مثله وبعد رحيله استمر الهلال بطل وكذلك محمد الدعيع وسامي الجابر وأسماء عديدة رحلت واستمر الهلال زعيماً .
* هل ابتعادك عن الدخول باسمك الصريح في تويتر لأنه وسط لا يشجع وبات ساحة لتبادل الشتائم والاتهامات؟
- لا ليس لهذا السبب ولكني أملك حساباً في الفيسبوك باسمي وهدفي منه التواصل مع الأقارب والأصدقاء لا سيما أن الموقع يخوّل لك قبول من تعرفه والتواصل مع الجميع حتى لو كانوا بعيدين، وكذلك أملك حساباً بالانستقرام.. أما تويتر فهو فقط للقراءة متي ما سنحت الفرصة لي، ولكن أؤكد مجدداً لا أملك أي حساب بتويتر باسمي، وإنما حساب آخر ومعظم من أتابعهم لا علاقة لهم بالرياضة.
* في القضية الأخيرة التي تتعلق بالجدولة وحظيت بجدل كبير بين إدارة الهلال واتحاد القدم.. يهمنا أن نسمع رأيك فيها؟
- رأيي يتطابق مع رأي سمو رئيس النادي، وقبل أن أتحدث أؤكد أننا سعوديون قبل أن نكون هلاليين وبلا شك أن مصلحة المنتخب تهمنا كثيراً ولا يُوجد مجال إطلاقاً للمزايدة على البلد.. وكذلك سبق لي العمل بالمنتخبات ولن أتحدث بجانب يتنافى مع سياسة عملي السابق.. ولكني أتفهم قرار اتحاد القدم لو الهلال طلب التأجيل ولكن الهلال طلب إبقاء الجدولة كما كانت، أما استحداث معسكر وإعادة الجدولة بطريقة تضر بالهلال حسب اعتراف اتحاد القدم بوجود (متضرر) هو أمر غير مقبول بالطبع.. خصوصاً في مرحلة الحسم الأخيرة التي ستحدد البطل وكذلك المراكز من الثاني حتى الخامس، وعلى ذلك قد يتضرر أكثر من فريق وليس الهلال فقط.
* الهلال بالبطولة الآسيوية يقع في المجموعة الأصعب.. كيف ترى حظوظه فيما تبقى من منافسات؟
- بالتأكيد المجموعة قوية والحسابات بالمجموعة بدأت تتعقد والجولة القادمة مهمة جداً ومتى ما وفقنا - بإذن الله - بالانتصار ستكون قفزة جيدة لنا للمنافسة بقوة على إحدى بطاقتي التأهل.
* أخيراً.. العمل للإعداد للموسم المقبل هل بدأ من الآن؟
- بالفعل هو بدأ ولكن اعذرني لن أتحدث بالتفصيل عن ذلك.. ما زال الوقت مبكراً.
* كلمة أخيرة؟
- شكراً لك أخي فيصل، والشكر لصحيفة (الجزيرة) وأتمنى أن أكون قد أجبت على أغلب التساؤلات التي تتعلق بالشأن الهلالي.. وأتمنى للجميع كل التوفيق.