سعادة الأستاذ/ خالد بن حمد المالك سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحت عنوان (في رقبة وزارة التربية) انتقد الكاتب سعد الدوسري وزارة التربية والتعليم فيما يخص نقل المعلمات والطالبات والتلاميذ عبر حافلات نقل، تفتقر لأبسط وسائل السلامة المرورية, وذلك في مقاله الذي نشر في زاويته «باتجاه الأبيض» يوم الأربعاء 24-4-1434هـ. وقد يختلف الكثيرون مع الكاتب حول طرحه هذا, وربما يقول قائل: وما دخل الوزارة فيما يخص عمل جهات حكومية أخرى كالنقل, وأمن الطرق, والمرور؟
ولكن الحقيقة أن وزارة التربية والتعليم مسؤولة مسؤولية كاملة عن كل ما يتعلق بنقل المعلمات والطالبات والتلاميذ الذين يتنقلون عبر وسائل نقل غير آمنة, تهدد حياة وأرواح الآلاف من الأبرياء من بناتنا وأولادنا الذين يذهبون صباحاً إلى مدارسهم, ويعودون مساءً إلى منازلهم وسط تخوف شديد من أهاليهم منذ ذهابهم حتى عودتهم؛ وذلك لإدراكهم وإيمانهم بأن هذه الحافلات التي تنقل أبناءهم وبناتهم ما هي إلا قنابل موقوتة, وخطرٌ على طريق الموت, قد يفجعهم في أي لحظة, ويدمر حياة فلذات أكبادهم بسبب انعدام وسائل السلامة المرورية في الحافلات, أو بسبب تهور السائق الذي قد لا يكون مؤهلاً للقيادة السليمة. وكثيراً ما وقعت حوادث مرورية مؤلمة للمعلمات والطالبات فجعت المجتمع السعودي بأكمله.
فوزارة التربية والتعليم لديها اليوم من الإمكانيات والميزانيات ما يجعلها قادرة على تبني وإنشاء مشروع «نقل مدرسي» ضخم وجبار على أعلى مستويات السلامة والأمن, ووفق متطلبات العصر الحديث, وهذا ما نتطلع إليه جميعاً في هذا البلد المبارك, بلد الخير والنماء, حتى تنتهي كثير من المعاناة والآلام مع وسائل النقل الحالية المتواضعة.
وهنا نتساءل دوماً: لماذا وزارة التربية والتعليم تتجاهل مشروع النقل المدرسي, وتلقي باللائمة دوماً على جهات حكومية أخرى؟
نحن نعترف بأن لدينا طرقاً سيئة جداً, ولدينا تقصيراً وتساهلاً في أمن الطرق والمرور لمتابعة ورصد المخالفين, ولكن لو كان هناك اهتمام كبير من وزارة التربية والتعليم للنقل المدرسي لما وُجدت هذه المشاكل, ولتغير الوضع كثيراً من السيئ إلى الأفضل, فهل سنرى قريباً مشروعاً للنقل المدرسي مثالياً وجباراً في بلادنا؟
منصور شافي الشلاقي - تربة حائل