(الزلفي).... لا أتحدث عن هذه اللؤلؤة بصفتي ابنًا لها لأنني سأكون حينئذ قاضيًا جائرًا وحكمًا منحازًا وشاهدًا مجروح الشهادة.... هي في عيني أثمن من الأثمان وأروع من الجمال وخيال الحقيقة وحقيقة الخيال.... ولكنني سأنطلق في كلماتي هذه من الشهادة التي لا يتطرق إليها جرح ولا يرتقي إليها شك لأنها من رجل اكتملت عنده شروط الحياد ولا تتوفر لديه أسباب الانحياز.... إنها كلمات الوفي ابن الوفي سمو الأمير سلطان بن سلمان حينما قال عن الزلفي (لو خيرت أن أسكن في بلد بين أهل كرماء وبلد جميل يتربى فيه أبنائي لكانت الزلفي) هذه الكلمات القليلة في مبانيها العظيمة في معانيها التي شملت كل ما يحيط بالزلفي وما ينتمي إليها من أرض وأنسام ونسمات.... فلم تقف عن حدود الجغرافيا فقط لأن الجغرافيا قد تتغير.... ولا عند أحوال المناخ فقط لأن المناخ قد يتقلب.... بل اعتمدت على ما هو أثبت من هذا وأقوى وهو (الإنسان)، والطبيعة البشرية التي يصعب أن تذهب بها رياح التغيير إلى أي جهة تريد.... وسمو الأمير بكلماته يتفق مع شاعر الزلفي عبدالرحمن بن صالح الحمادي الذي يقول:

(زُلْفِيُّ)عُذْرًا لَستِ دُورًا شَرقُها

جًبلٌ وعن غَربِيِّها كُثبانُ

بل أنجُمًا وضَّاءةً لا تنطـفي

فيها الوِفَادةُ والقِرَى عُنوانُ

إنْ تُذْكَرِ البُلدَانُ منْ أعْيَانـِـها

فَجَمِيعُ مَنْ أنجَبْتِهِمْ أعيانُ

ومن بعد هذا فإن كل ما سأقوله عن الزلفي لن أكون فيه إلا قاضيًا عدلاً وحكمًا منصفًا وشاهدًا نزيهًا.... فحيهلا بكل زائر.. نحن الضيوف وهم أهل البلد.

خاتمة - الشاعر: عبدالرحمن بن صالح الحمادي

أيها الرَّاكِبُ المُيَمِمُ أرضي

لك في الزلفي ما يَطِيبُ ويُرْضِي

ذَهَبٌ في رِمَالِها يَتَغَنَّى

في الخُزَامى وفي زُهُورِ الرَّوضِ

وتمتَّع بلوحة الغيث فيها

صورًا تعكس السَّما في الأرض