الجامعات - وكما هو معلوم - ليست مدارس تقليدية كما هو الشأن في التعليم العام، بل هي مؤسسات علمية واجتماعية وثقافية في آن واحد، ويتطلب منها ذلك الاضطلاع بالعديد من الأدوار التي تهم المجتمع والوطن معاً فالجامعة في أي دولة معنية بتعزيز القيم النابعة من العقيدة الدينية ومن العادات الحميدة في المجتمع، والمساهمة في رعاية المبدعين وترسيخ مبدأ المواطنة والحوار والتسامح ونبذ التطرف والعصبية.
والمؤمل أن جامعات المملكة على قدر المسؤولية في هذا المجال فقد كانت تقوم بذلك إما عن طريق الندوات والمحاضرات والتعليم المستمر أو طريق البحوث العلمية حسب الآتي:
أولاً - المحاضرات أو الندوات:
الجامعات في بلادنا، وخاصة جامعة الملك سعود وجامعة الإمام والجامعة الإسلامية كانت نشطة في مجال المحاضرات التي تنظم فيها فجميعنا نتذكر ما كان يتم في أوائل التسعينيات الهجرية من تلك المحاضرات المتوالية التي تقام للعديد من العلماء والمشايخ والمفكرين السعوديين وغيرهم مثل عبدالعزيز بن باز وحمد الجاسر وعبدالله بن خميس وغازي القصيبي وعزيز ضياء وعبدالله التركي وعلى الطنطاوي ومحمد متولي الشعراوي ومناع القطان وطاهر زمخشري وأحمد السباعي وأحمد عبدالغفور عطار ومحمد عبده يماني.
وكانت هذه المحاضرات تلاقي إقبالاً كبيراً من مختلف شرائح المجتمع، وكان يتم في نهاية كل محاضرة نقاش مشترك بين المحاضر والجمهور الذي حضر المحاضرة على شكل السؤال والجواب.
والسؤال المطروح: لماذا لا يتم العودة لمثل هذه المحاضرات في الجامعات لكونها تساهم في تنمية الوعي الثقافي والاجتماعي وتقوى الولاء الوطني.
ثانياً - البحث العلمي:
يقوم البحث العلمي بدور كبير في خدمة المجتمع وتنمية البيئة المحلية خاصة في عصرنا الحاضر عصر التقنية والتكنولوجيا مما يتطلب من الجامعات المحلية تبني إستراتيجية للبحث العلمي لاستغلال الطاقات والإمكانات العلمية بين شبابنا ومفكرينا.
ففي مجال خدمة المجتمع لدينا الكثير من القضايا التي يمكن أن تكون عملاً مناسباً للبحث العلمي مثل قضايا العنوسة، وغلاء المهور وإضاعة الوقت، وتهور الشباب، والمبالغة في الإنفاق، وتقليد بعض المجتمع لبعضه الآخر، والمبالغة في اقتناء السيارات وأجهزة الاتصالات، وعدم التخطيط للمستقبل، وعدم الشعور بالمسؤولية، وعدم حرص الأسر على الرعاية السليمة لأبنائها والتمسك ببعض العادات الاجتماعية القديمة التي لا تتمشى مع هدي الإسلام، فلماذا لا تتصدى الجامعات لبحث مثل هذه الأمور؟!
إن البحث العلمي هو سر تقدم الدول، والدول العربية والإسلامية بصورة عامة مقلة في البحث العلمي ففي إحصائية حديثة في هذا المجال احتلت مصر وهي من أهم الدول العربية ذيل القائمة بنسبة (36%) في حين بلغت إسرائيل نسبة (2/ 2) وألمانيا (4/ 2) وكوريا الجنوبية (8/ 2) والسويد (4/ 3) وهي دول لا تشكل شيئاً بالنسبة لمساحة العالم العربي وعدد سكانه مما يعني ضرورة أن تستشعر جامعاتنا المسؤولية في هذا الصدد بأن تقوم بأخذ زمام المبادرة للنهوض بالبحث العلمي والتشجيع عليه لدوره في معالجة قضايا المجتمع وسلبيات العمل الإداري والأهلي.
asunaidi@mcs.gov.saAlsenedy-abdulla@hotmail.com - HOTMAIL-senedy_100@hotmail