في صباح يوم من شتاء قارص كانت رياحه تصرخ في ليلته كغول غاضب يقرع الأبواب وعلى مصراعيها من خيفة تتفتح النوافذ، إلا أنها أصرت أن تخرج في هذه اللحظات كان هنالك شيء غريب يحدث، فبالأمس رغم برودة الطقس إلا أن القصف لم يتوقف فلقد شهدت البلاد بكل أحيائها وطرقاتها وأرجائها ومدنها وضواحيها حرب حامية الوطيس، ولم تتوقف فكان المطر لا مطر من الماء فيها، بل كان وابل الرصاص وكان صوت الرعد فيها هو صوت سقوط الصواريخ على المباني!!
كان صوت التدمير كان صوت التفجير ولم يكون ذلك الوميض هو البرق رغم إيماضه إلا أنه كان بريق النار المتصاعدة من جراء القصف العنيف، ولكن في تلك اللحظة التي خرجت فيها كرمل إلى الشارع ما دفعها إلى الخروج هو هدوء الوضع كانت البيوت فارغة والهدوء يعم المكان في كل مكان وكأن الوضع ما كان كما كان وكأنه حقبة أخرى من الزمان فمضت تمشي وانتبها الهلع من الواقع الجاري لا صوت لا بشر ماذا حدث وصارت تطرح على نفسها تساؤلات يغلب عليها طابع من الخوف والشك خوف من سوء الظنون وشك في هذا الوضع أسيء يكون.
فبدأت الأسئلة وقالت أين الجميع لماذا البيوت فارغة؟!
ما بال الناس أماتوا جميعا أأفنتهم الحرب يا الهي لا لا يعقل هذا!!
هنالك شيء مريب يحدث!!
بدأت اقلق!
وراحت تركض وتركض وتعثرت ونزف الدم من ركبتيها ولكن سرعان ما استجمعت قوامها وقواها وواصلت المسير بحثاً عن احد لتعلم ما قد ألم بالناس وبينما هي في هذا الحال سمعت صوت أتي من بعيد صوت نشيد وعزف وكأن هنالك مراسم احتفاليه تقام.وتتبعت الصوت ودهشت مما شاهدته الكل تجمع في ساحة كبيره وينشدون بصوت واحد يضعون أيدهم عل صدورهم مصطفين كاصطفاف أسنان المشط ينشدون نشيدان كأنه نشيد وطني.. فاقتربت من احدهم حاول ان يتفادها فوكزته على صدره لتسأله ماذا يحدث فنهرها وأشارا على فاه بسبابته طالباً منها الصمت والإنصات فذهبت إلى رجل غيره وتجاهلها والى غيره فصد عنها حتى أشار عليها احدهم بأن تردد معهم النشيد وستعلم فيما بعد ما الأمر وراحت تنشد معهم:
موطني يا موطن العز والأمجادي
موطني يا موطني يا ارث الأجدادِ
لن ولم ولن نهاب يوماً الأعداءِ
صبرنا صبرنا فلنا النصر بالميعادِ
فليرتفع البريق الخفاق بالأعالي
وليحكي قصة المجد حين عاد لرائي
كيف كنا نردع الأعادي
كيف أقصينا بعزم من لنا يعادي
شبرا فشبرا من صهيون طهرناكِ
وشكرا صلينا كلنا فرحاً في أقصاكِ
بارك الله لنا فيك يا وطن المجدِ
يا وطن الفخري يا راية العزِ
فلسطين فلسطين جاء نصركِ فلا
تخافِ سنحمي وكلنا شموخ حماكِ
فلسطين دمتِ بشموخ وتباهي
عين الله عليكِ قْدسكِ وحماكِ
ولما صمت الجميع سألت ذاك الرجل العجوز الذي كان بجوارها الذي اقترح عليها بان تنصت وتردد معهم ما ينشِدون.
فقالت: أيها الشيخ الكبير سألتك بالله أن تقول لي ماذا يحدث وما هذا النشيد وكأنه نشيد وطني!
فقال: هوني عليكِ هلعكِ فتاتي إن كان على النشيد فهو شعر لشاب فلسطيني اسمه “أنس” يكني نفسه بالعاشق وما هو إلا بعاشق لفلسطين يعيش بعيداً عن ترابها ولكنه على يقين قاطع وأمل بالله انه سيلقاها حرة ولو بعد حين، فكتبه وقال نشيد لكِ فلسطين ليكون نشيداً وطنيا ًإن يوماً حرة رأيناك واليوم فليشهد التاريخ أن فلسطين تحررت وهذا الفرح هو فرح الحرية وشعره بات اليوم هو لحن الحرية ومعزوفة الوطنية،فقالت بذهول وطالع الوجه الفرح الشديد و الدهشة!!! فلسطين تحررت..... تحررت...... اليوم يوم الحرية فلسطين تحررت............ اليوم يوم الحرية.. اليوم يوم الحرية.
ومازلت تقول ذالك وتكرره حتى استفاقت من نومها و ما كان ذلك إلا حلم كان في لحظات الحرية التي يحلم الجميع بها وكان حلم طويل جميل رأته في منامها
فقالت بشجن: تصورته واقع يا هل ترى متى الحرية تكون وسكنها الحزن وقالت بنبرة الغضب لما رأت صورتها في المرأة حسبٌكِ نفسي افرحي ابتهجي ما بالكِ حرية فلسطين هي ليست حلم صعب المنال.. مدام قلوبنا معلقة بالسنة وملؤها آيات القران... وماطل الحلم مناله آلا بالبعد عنها وهذا العاقبة والمائل... ولكن قصر الزمان أم طال سيبقى على الله الاتكال.. وحرية فلسطين حق باقي وأقول رغم الأسى فلسطين حريتك حق لن ينتسى وعزمنا بتحرريك مازال.