لعلنا نتوق إلى الصورة المثالية التي نرى من خلالها المواطن ورجل الأمن، وقد تشابكت أيديهم جميعاً ذوداً عن مقدرات وطنهم ضد من يريد المساس أو الإخلال بأمن هذا البلد الطاهر. أمن أقدس وأطهر بقعة مسؤولية الجميع لا فرق بين رجل أمن نظامي ورجل أمن مواطن تماهياً مع دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا}، ومسؤولية الجميع، لأن وطناً لانحميه لا نستحق العيش فيه كيف لا وهو وطن مقدس تهفو إليه قلوب الملايين من كل بقاع العالم، ومسؤولية الجميع لأن تحقيق الأمن قاعدة أساسية لقيام الحياة واستمرارها وديمومتها وانسيابية الجموع البشرية في غدوهم ورواحهم اليومي لأداء أعمالهم والتمتع بأوقاتهم دون منغصات.
رجل الأمن مواطن في الأصل فرضت عليه مهامه أن يقوم بأدوار هامة وحساسة، والمواطن يفترض أن يضطلع بدوره الأمني ليس بصفة رسمية وإنما بدافع وطني فهو رجل الأمن الأول ودوره يبدأ من بيته ثم شارعه والحي الذي يسكنه ثم قريته أو مدينته ثم منطقته ثم وطنه الكبير المملكة العربية السعودية ولك أن تعيد ترتيب المنظومة لتعرف أن من يخل بأمن وطنك الكبير سيصل خطره حتماً إلى منطقتك ثم قريتك أو مدينتك ثم حيّك وشارعك وأخيراً إلى بيتك، بمعنى أن الوطن جسد كبير، أي ألم يصيب جزءاً منه -لا قدر الله- سينتقل لكل الأجزاء، لن تكون آمناً في منزلك لو اختل الأمن، تصور شبكة جاسوسية مجرمة أطاحت بها الجهات الأمنية الباسلة في بلادنا لو تركت كي تصل لأهدافها القذرة لاشك أن العمل الأمني والاستخباراتي المحكم يستحق الثناء، لكن هؤلاء البواسل بحاجة لوقوف المواطنين معهم جنباً إلى جنب كل حسب قدراته وإمكاناته.
علاقة رجل الأمن بالمواطن متى ما كانت جيدة ومبنية على الثقة ستقود لنتائج رائعة.. كل فرد يتغاضى عن مقيم غير نظامي أو متسلل أو مهرب أو مروج مخدرات أو يساعد على التهريب والتستر يساعد من حيث يعلم أو لا يعلم في زعزعة الأمن وتيسير السبل أمام الأعداء والمحرضين على الفتنة.
يقول اللواء منصور التركي المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية: إن هناك من يحاول هز الثقة بين المواطنين ورجال الأمن، وهذا صحيح، فالمتربصون يبحثون عن الثغرات للنفاذ من خلالها بتحريض الناس، واللعب على أوتار ملفات معلقة، ودغدغة مشاعر البسطاء وتأصيل عدائهم ضد المؤسسة الأمنية.
قد يجدون بعض التجاوب في ظل تدني الثقافة الأمنية لدى مواطنين بعضهم لا يعرف حتى أسماء الجهات الأمنية، ولا يدرك أن من مهام الأمن العام الرئيسة القبض على المجرمين وتسليمهم للعدالة، والتعاون مع الهيئات الدولية لمعرفة تحركات المجرمين، وحماية الأماكن المقدسة والحجاج والمعتمرين، وحراسة المنشآت الحيوية، والحفاظ على الأمن بصورة عامة وتنظيم ومراقبة الحركة المرورية، وكثير من العامة لا يدركون ماهية الإنجازات الأمنية الجبارة.
في ظل هذه الظروف لابد من السعي لوضع الصورة الأمنية كاملة في عيون كل مواطن ولعلي أطرح هنا فكرة عقد شراكة مجتمعية أمنية تقوم على محاور أساسية منها، تفعيل دور الإعلام الأمني ونشر الثقافة الأمنية، ودمج الشباب من مراحل مبكرة في الميدان الأمني وتدريبهم ليستشعروا ما يقدمه رجال الأمن من تضحيات، والاستفادة من المواطنين في الأعمال الأمنية إما تطوعاً أو بمقابل مادي بتوظيفهم ليتم دمج المجتمع بكل مؤسساته وفئاته في العمل الأمني.
Shlash2010@hotmail.comتويتر @abdulrahman_15