لم يكن لبينالي الشارقة الوصول إلى هذا الحجم من النجاح والتميز دون أن يكون خلفه إدارة قيادية ناجحة، إدارة ملمة بابعاد الببينالي.. وأهدافه.. تستشرف مستقبله، وتراجع خطواته،إدارة لها اسم وعنوان..هي الشيخة الفنانة التشكيلية حور القاسمي.. فنانة تتعامل مع همها الإداري بطموح الشباب، وعقلية المجرب، تعي حجم المسئولية وتدعمها بالتواضع ،تعامل يتسم بالشفافية، هادئة.. تسمع أكثر مما تتحدث، تقدر الرأي الآخر، وترحب بالمقترحات وقبل ذلك تحترم النقد.
كنت حريصا على أن أجري معها حوارا جديدا في هذه الصفحة من جريدة الجزيرة يضاف لحوار سابق نشر هنا قبل عام، لكنني كنت أكثر طمعا في هذا الوقت، بحوار يتوازى ويواكب إقامة بينالي الشارقة في دورته الحادية عشر، التي بلغ البينالي فيها عمره الثاني والعشرين، سنوات كثيرة في نظر من يتابع لكنها قليلة في نظر (حور) مقابل ما تحمله من أفكار وبرامج لمستقبل قادم، يتجدد ويتطور بشكل متسارع، أصبحت الحاجة فيه للوقت أمر لا مفر منه لتحقيق الأهداف، وليكن إضافة ناجحة إلى نجاحات البينالي التي أصبحت سمة وصفة لازمة له.
كان الموعد قد تحدد من خلال الفنان إسماعيل الرفاعي المسئول الإعلامي للبينالي، وكنت في حال من التوتر، فمن اعتزم مقابلتها له القيمة والمقام ما يضفي الكثير من التوقعات، وكثير من الاستعداد كما هو معتاد في مواقف مماثلة، لكن الأمر تبدل مع أول عبارة شكر تلقيتها منها على مداخلتي في المؤتمر الصحفي الذي سبق افتتاح البينالي بيومين، كانت الشيخة حور نجم المؤتمر ومحور حواراته مع القيمة اليابانية للبينالي واثنان من أبرز المشاركين.
قامت الشيخة حور بعد الحوار وبتواضعها الجم والمعروف عنها، تتنفل بين الحضور، حيث أذابت بهذا التحرك الكثير من الأمور التي لا تخفى على من يعرف مثل هذا التعامل، تتحدث مع هذا وتسمع لذاك، وتمنح بطاقات العمل (البزنس كارد) للراغبين التواصل معها مباشرة.
جاء موعد الحوار معها، كان حضوري بوقت مبكر لاستجمع محاور اللقاء، شعور ممزوج بالتوتر ،سبقه الكثير من التوقعات، هل ستقبل أن أطرح ما أريد أم ستطلب أن أقدمه مكتوبا على الورق ،وهل للنقد مساحة من القبول أم أنها ترى أن كل شي مكتمل وكامل لا مجال لانتقاده.
لقد كانت المفاجأة أن تدلف الشيخة حور القاسمي إلى مقر إدارتها دون ضجيج أو تكلف، في وقت كنت أدير النظر بحثا عن مكتبها في مبنى يعج بالموظفين، الكثير منهم لا يمكن رؤيتهم من بين أجهزة الكمبيوتر أو الأرفف التي تعيش فوضى منظمة بالكثير من الإصدارات.. والأوراق والاضبارات التي تشتمل على كل خطوة من خطوات البينالي الحادي عشر، الفعالية الحدث، التي جمع لها عدد كبير من الإعلاميين والفنانين والنقاد من مختلف دول العالم.
استقبلتني في مكتب متواضع في مساحته، كبير في ما يتم فيه، وكان الحوار المباشر بكل بساطة، دون تعقيد، بل كان مؤطرا بشفافية منحت فيها حرية لطرح ما أشاء.
اللقاء قريبا سيكون أمامكم فشكرا من الأعماق للشيخة حور، على هذا الاستقبال والتقدير لجريدة الجزيرة وصفحاتها التشكيلية وقبل ذلك الدعوة الكريمة للجريدة ولشخصي لتغطية الحدث.
monif.art@msn.comفنان تشكيلي