ما الذي يخيف المرأة في أن يذهب الرجل فتبقى وحيدة؟ ولماذا ساد في أدبيات المجتمعات البشرية فكرة «ظل راجل ولا ظل حيطة»؟ هذه الثقافة التي جعلت من الرجل فرعوناً.. وصار يتصرَّف بناءً على ذلك.. هذا الإحساس من المرأة حَوَّل الرجل إلى مستبد في ثقافة ترى العاجز من لا يستبد.. من هنا نجد نسبة ليست قليلة من النساء ترغب في الرجل القوي الظالم ولا ترغب في الضعيف العادل.. ترغب في المتحكم المهيمن المسيطر.. الذي يجعل المرأة في وجوده في حالة استنفار منتبهة مشدودة خائفة من غضبه مذعورة من عقابه.. كل سعيها ومناها رضاه.
) في عالمنا الحقيقي لا يوجد علاقات متكافئة متساوية.. لا على مستوى الأفراد ولا الجماعات ولا الدول ولا غيرها.. كذلك الحال على مستوى الأزواج.. فالزواج علاقة ثنائية بين شخصين.. وهي إما علاقة ندية متساوية أو سيطرة طرف على الآخر.. والثابت أن البيوت التي يكون لأحد الطرفين فيها السيطرة تكون بيوتاً أكثر استقراراً.. حيث يكثر الطلاق في زواج الأنداد وليس في زواج القوي بالضعيف.
) يقول الرسول الكريم: (يغلبن الكرام ويغلبهن اللئام).. وحيث إن عموم المجتمعات يغلب فيها الخير.. فالأفراد الكرام هم الأغلب.. لذلك من الطبيعي أن تكون الغلبة في العموم للزوجة.. مما وَرَّث عقدة لدى الرجال بانت في مجمل الأدبيات الذكورية التي يتداولونها بينهم وتحكي سيطرة الذكور من كل المخلوقات على الإناث وهو الذي أثبت العلم أنها أسطورة مغلوطة.. أيضاً ينتشر بين الرجال التفاخر بالفحولة رغم أن أدوية التحفيز الجنسي تفند ذلك الادّعاء الكاذب.
) برر أحد المتزوجين انهزامه أمام زوجته بأنه في البداية تنازل كريم.. ثم تنازل مضحي.. ثم لم يعد الأمر تنازلاً، بل صار عادة.. ويصف أحد الذكور ضعفه أمام زوجته أنه كجر الحبل كلما أرخيت سحب منك حتى تتجاوز فيه الأمور إلى اللا عودة.. وحيث إن الظلم من شيم النفوس فثق أن لا رحمه.. إلا بالفرار مهما كانت التضحية.
) الإرث التاريخي والحضاري للإنسانية كلها كيّف المرأة على تَقَبُّل أن تكون الطرف الأضعف.. هذا القبول هو قبول ظاهري أمام الجميع.. لكن في حالات الانفراد بين الزوجين تختلف الحالة وتعتمد اعتماداً كلياً على القدرات الفردية والرغبات الشخصية المتوافرة لدى كل طرف.. أي أنها منافسة واحد لواحد و(الميدان يا حميدان).. والتاريخ مليء بالقصص عن قادة عظام.. لكنهم كانوا مسحوقين أمام زوجاتهم.
