في مصر وبعيداً عن الأحداث السياسية والدراماتيكية التي تعصف بالشارع المصري، يقوم نحو 300 طالب من كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر في القاهرة بمبادرة طلابية أطلقوا عليها (بالإيمان تبنى الأوطان)!
الأخبار المتناقلة عن القافلة الطلابية المتنقلة تؤكّد أنها ترمى السياسة وراء ظهرها، وتنطلق نحو العزب والمقاهي الشبابية التي يتجمّع بها مدمنو المخدرات والبلطجية من الشباب المصري الذي عانى كثيراً من ظروف الحياة الصعبة وسقط في براثن وشراك هذه الآفات السامة، للجلوس معهم بشكل شخصي، ودون التضييق عليهم، للتباحث والتحاور حول أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع والأمة، وكيف أنها سبب في ضياع الأنفس والثروات.. إلخ!
اختيار العزب والقرى المصرية الفقيرة لرحلة (الطلاب الأزهريين) يقول عنها عميد كليتهم إنها تهدف للمساهمة الإيجابية من الأصوات الشابة لمخاطبة أقرانهم من ذوي الأعمار والذين يعيشون ظروفاً متشابهة، مؤكّداً أن هناك استجابة لهذه النداءات وأن الكثير من الشباب قد أقلعوا عن المخدرات، وراجعوا حساباتهم جيداً فيما يخص البلطجة وما يصحبها من سلوكيات مشينة!
في السعودية لدينا العديد من المبادرات الشبابية السابقة الشبيهة بهذه التجربة، وفي الكثير من القضايا، وكم نحن اليوم بحاجة لتكرار واسترجاع بعضها لمعالجة العديد من الظواهر الشبابية المزعجة، مثل التفحيط وقضية الدرباوية التي أعتقد أنها تحتاج مع (الشق الأمني) بعد القبض على هؤلاء وتطبيق النظام بحقهم، جهوداً نفسية واجتماعية مصاحبة للمعالجة!
وأنا هنا أعوّل كثيراً على الشباب أنفسهم في مواجهة أقرانهم، والحديث معهم، والتحاور معهم من أجل إقناعهم، للابتعاد عن مثل هذه السلوكيات الخاطئة، لأنهم الأقرب لفهم نفسياتهم وحاجاتهم للمساعدة في اجتثاث هذه الظاهرة!
من حق الدرباوية ومن يشجعهم ويجتمع لمشاهدتهم علينا أن نقدّم لهم (نصائح علاجية) مقنعة من شباب مثلهم، مدرب ومؤهل للجلوس والتحاور معهم قبل معاقبتهم.. فقد يكون العلاج بهذه الطريقة أنجع من مجرد العقاب!
النصائح الدرباوية تجربة يجب أن يسمعها شبابنا الصغار.. مباشرة من أصحاب التجربة الذين عاشوها سابقاً، ويقضون العقوبة الآن خلف القضبان، أو أن تنقل لهم على الأقل بطريقة جاذبة للمساهمة في تغيير حياة هؤلاء!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com