فاصلة:
(من يتردد بين مقعدين يقع أرضاً) - حكمة إنجليزية
أعجبتني كثيراً الفكرة العميقة التي طرحها الأستاذ سلطان البازعي رئيس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عبر لقاء معه في جريدة الشرق، حيث (شدَّد على أن رفض الموسيقى علناً سيدفع هواتها إلى تعلّمها وراء الكواليس وعلى الأرصفة وتحت الطاولة ما يؤسس لهم الذائقة وقد يدفع الموهوب إلى الانحراف دون وعي منه بخطورة «الأماكن المظلمة»).. هنا يتحدث البازعي عن أهمية احتضان الموهوب بدلاً من محاولات قتل الموهبة.
في نظري الموهبة التي يمنحها الله للإنسان لا تموت إنما الذي يحصل أنّ تدخّل الإنسان لقتلها يمكن أن يدفع بصاحبها إلى طرق غير صحيحة على المستوى العلمي والمهني لممارستها وبالتالي نخسر أجمل ما في الموهبة.
أحيي البازعي فحينما يكون هذا هو فكر صانع القرار في جمعية تعنى بالثقافة والفنون ويعلن عنه بثقة فنحن بلا شك مقبلون على مرحلة تنويرية مختلفة في نظرتنا إلى الفنون بشكل عام واهتمامنا بالمواهب الفنية بشكل خاص.
حينما يمنح الله الإنسان موهبة الأذن الموسيقية أو الصوت الجميل أو أي من أدوات الإبداع الموسيقي? فإن رفض من حوله لموهبته تجعله فريسة للصراع بين الرغبة الملحة في صقل موهبته بالتعلّم والممارسة وبين الرفض المجتمعي لها. وكثير من الفاشلين في حياتهم العملية كانوا ضحايا لتوجيههم من قبل الأسرة إلى مجالات بعيدة عن رغبتهم وموهبتهم.
ليس هناك أتعس ممن يعمل عملاً لا يحبه ونفسه تتوق إلى مهنة أخرى ولا يوجد أسعد ممن وجد من يحتضن موهبته ويرعاها حتى أصبحت مهنته.
nahedsb@hotmail.com