|
الجزيرة - الرياض:
اعتمد مجلس محافظي صندوق الأوبك للتنمية الدولية «أوفيد»، خلال دورته الـ 142ما مجموعه 16 قرضاً ومنحة جديدة تقدر قيمتها الإجمالية بما يزيد على 166 مليون دولار، لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أكثر من25 بلداً نامياً. وتم خلال الدورة انتخاب عبدالوهاب أحمد البدر مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ومحافظ دولة الكويت، رئيساً لمجلس إدارة أوفيد خلفاً لجمال ناصر لوتاه من الإمارات العربية المتحدة. وفي كلمته شكر مدير عام أوفيد جاسر الحربش ناصر لوتاه الذي انتخب لأول مرة كرئيس في العام 2003م، على دعمه الثابت وتكريس جهوده لخدمة أوفيد مرحباً بالبدر خلفاً له.كما علق الحربش على التمويلات الجديدة بقوله إن الجزء الأكبر منها قد خصص للمشاركة في دعم مشروعات مكافحة فقر الطاقة، بينما تستهدف بقية التمويلات تعزيز قطاعات النقل والإمداد بالمياه والصرف الصحي.
وعلى صعيد آخر أكد مدير عام صندوق أوبك للتنمية الدولية (أوفيد) أن المشاركة في الموارد مع المجتمعات المحرومة منها إنما هو الصورة الأصيلة للحوار.
وأشار سليمان الحربش في خطابه لمؤتمر الشباب المنعقد ضمن برنامج الملتقى الخامس لتحالف الحضارات الذي نظمته الأمم المتحدة واستضافته الحكومة النمساوية في فيينا، مؤخراً إلى بيان مؤتمر قمة (أوبك) الثانية المنعقدة في كاراكاس عام 2000م، والذي اعتبر الفقر الإنساني (المأساة البيئية الكبرى التي تواجه الكوكب)، وكذلك إلى بيان مؤتمر قمة (أوبك) الثالثة المنعقدة في الرياض عام 2007، والذي أكد ضرورة أن يكون القضاء على الفقر القضية التي تحظى بالأولوية عالمياً.
يذكر أن المؤتمر شارك فيه شباب من أربع وتسعين دولة من مختلف أنحاء العالم، اجتمعوا للتباحث في موضوعات تحالف الحضارات وتقديم توصياتهم بشأن أولويات عمله في الفترة المقبلة. كما يذكر أن (أوفيد) قدم منحة لدعم المؤتمر مكّنت عدداً من شباب البلدان النامية من حضور هذا المؤتمر. وقد ابتدأ الحربش خطابه بالإشارة إلى أن كثيراً من التحدِّيات في عالم اليوم تختلف عن تلك التي واجهها جيله، على أن مسألة الفقر لا تزال قائمة منذئذ.. وذهب إلى أن من المتعذر للحوار بين الأمم أن يتقدم عندما يستمر تجاهل الاحتياجات الإنسانية الأساسية في البلدان النامية.
وعن تنفيذ (أوفيد) مهمته في المساهمة في القضاء على الفقر، قال الحربش: إنه يكون على وجهين أساسيين: أولهما من خلال تمويل البنى التحتية، كالطرق، والمدارس، والمستشفيات، ومرافق الطاقة، وما إليها، وثانيهما، من خلال بناء القدرات البشرية، ويكون هذا بدعم التعليم، والبحوث، والإبداع، ومشاركة المعلومات.
وأشار إلى أن بيان رؤية الصندوق يجسد هذين الوجهين، إذ ينص على أن (أوفيد): يسعى إلى عالم فيه تغدو التنمية المستدامة، التي تتركز على بناء القدرات البشرية، واقعاً للجميع).
وأشار إلى واحد من برامج (أوفيد) في دعم التعليم وبناء القدرات، وهو برنامج (أوفيد) للمنح الدراسية، الذي تأسس في عام 2007، ويُمكِّن كل عام عدداً من الطلاب الشباب من البلدان النامية من متابعة الدراسات العليا في مجالات أكاديمية تتصل بالتنمية، وفي معرض حديثه عن اعتناء (أوفيد) بالتعليم، ذكر الحربش أن جائزة (أوفيد) السنوية، التي أُنشئت قبل ثماني سنوات، قد منحت في هذا العام إلى (صندوق ملالا)، تقديراً لنضال شابة حديثة السن من باكستان من أجل حق الفتيات في التعليم.
ثم تناول الحربش مبادرة (الطاقة من أجل الفقراء) التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - في جدة خلال مؤتمر منتجي الطاقة ومستهلكيها عام 2008، ونظراً إلى أن (أوفيد) كان أحد المخاطبين بهذه المبادرة، فقد اقترح على المجتمع الدولي أن يجعل من القضاء على الفقر إلى مصادر الطاقة (الهدف التاسع) من الأهداف الإنمائية للألفية، وقد تشكل نتيجة لدفاع (أوفيد) عن هذا الهدف توجهٌ دولي واكبه إطلاق الأمين العام للأمم المتحدة مبادرة (الطاقة المستدامة للجميع) في عام 2011م، التي جعلت هدفها الأول ضمان تمكن الجميع من استخدام مصادر الطاقة الحديثة بحلول عام 2030م.
وقد دعا الأمن العام (أوفيد) إلى أن يكون عضواً في المجموعة رفيعة المستوى المعنية بهذه المبادرة، وأخيراً في حزيران 2012 أقرت قمة (ريو + 20) نقل (أوفيد) إلى المؤتمرين فحوى الإعلان الصادر عن مجلسه الوزاري بتخصيص مليار دولار أمريكي على الأقل لغايات الحد من الفقر إلى مصادر الطاقة وإمكانية رفع المبلغ بحسب مقتضيات الطلب، وانتهى الحربش بذلك على البند الثالث من مقترحاته لتوصيات الشباب، وهو دعوة الملتقى إلى دعم تضمين هدف تمكين الجميع من استخدام مصادر الطاقة الحديثة بحلول عام 2030 في الأهداف الإنمائية المستدامة.
وفي ختام كلمته دعا الحربش مستمعيه من الشباب إلى معالجة هذه القضايا بنهج خلاّق يستطيعه جيلهم ليقودوا العالم إلى حقبة تغدو فيها هذه الأدواء من الماضي.