المسرحي الإيطالي داريو فو يشير إلى تلاشي دور المسرح سياسياً واجتماعياً وثقافياً ويدلّل على ذلك بأن السلطات في أوربا ألغت سيطرتها على المسرح بعد أن كانت محكمه السيطرة عليه لحقب زمنية طويلة، لأنها لم تعد ترى فيه تلك القيمة المؤثّرة كما كانت في السابق، يقول داريو فو في رسالته للعالم التي كتبها بمناسبة اليوم العالمي للمسرح في 27 مارس 2013م: “... واليوم يواجه الممثّلون وجماعات المسرح الصعوبات في العثور على المسارح العامة ودور العرض وحتى المشاهدين... لذلك لم يعد الحكام في أوربا مهتمين بأمر السيطرة على أولئك الذين يعبّرون عن أنفسهم بالسخرية والتهكم، طالما لم يعد هناك من مكان للممثلين، بل ولا يوجد جمهور يخاطبونهم...”.
وأشار داريو فو إلى أن عصر النهضة في أوربا كان يرى المسرح شريراً وأنه يهدم الإيمان ويؤثّر على سلامة المعتقد، وقال إن الكنيسة كانت ترى في المسرح كياناً يهدّد مكانتها يقول: “... كيف يمكن أن يكون التدمير لعقول المراهقين والبنات الشابات بواسطة الكلمة المنطوقة والإيماءة الملائمة أكثر بكثير من كلمة ميتة مطبوعة في كتب؟! لذلك، فإنه من الضروري تخليص مدننا من صنَّاع المسرح، كما نفعل بالأرواح غير المرغوبة...”.
ويلمح داريو فو أن المسرح بلا تأثير، لا جمهور ولا أماكن عروض تحتويه ولا نشاط يتواكب مع أبي الفنون، ويقترح ابتكار وسائل جديدة للنهوض بالمسرح ملقياً اللوم على صنَّاع المسرح الذين ما زالوا يمارسون المسرح كما لو كان في عصر النهضة.
هذه الرسالة سيقرأها الفنان عبد الله السدحان في احتفال جمعية الثقافة والفنون بالرياض غداً الأربعاء بمركز الملك فهد الثقافي الساعة 8.30 مساء برعاية وحضور معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة وحضور عدد من الفنانين والمسرحيين، وهذا الاحتفال يأتي متزامناً مع دول العالم الذين يحتفلون بالمسرح في 27 مارس من كل عام، ويؤكّد حضور المملكة في المناسبات الدولية وتفاعلها مع العالم في مناسباته المختلفة بشكل يتناسب مع مكانة المملكة وتأثيرها الدولي.
الاحتفالية تُقام في جميع فروع الجمعية بمختلف مناطق المملكة.
nlp1975@gmail.com