بعض الموضوعات التي تكون مادة للكتابة، أو النقاش، أو حتى للتفكير فيها، هي اجترار دومي لما يحتاج إليه المرء في حياته، الخاصة، والعامة..
مع أن كل فكرة تلوح للمرء عن حياته، ما اتسعت، أو ضاقت الحاجة إليها، تكون في الأصل ترتبط بحاجة الإنسان على الأرض من أجل هذه الحياة التي فيها معاشه....
فالأرض خُلقت وما فيها ليُحييها الإنسان عماراً..
وليحيا فيها مطمئناً، وإن كان فيها من المنغصات ما يجعله في كبد متواصل..، أقرّه من خلقه تعالى في محكم تنزيله..
فالعمار هنا لتسديد حاجاته، من السكن الآمن..، والعمل العائد بالرزق، والخدمات المريحة،.. بما يجعله يذهب لعمارها، بالتوافق مع مَن حوله، وبالتكاتف مع من معه، وبالإفساح لكل ما من شأنه تحقيق مصادر الرزق، والمأوى، والغذاء، والكساء، وتيسير التعامل الانسيابي بينه وعمَّارِ أرضه، رفقاء سمائه..
الإنسان يجتر كل يوم فكرة أن يعيش سليماً، صحيحاً، آمناً، مطمئناً.. وراكضاً لما هو أبعد وأكبر من حدوده الخاصة..!
بوتقة التفكير اليومي في شأن حياته، هي منفذه لابتكار السبل، والطرق، والوسائل من أجل تكييف هذا المعاش مع حاجاته، التي هي ليست القليلة الواضحة، بل المختبئة في ثنايا أحلامه، وطموحاته..
تلك التي تتفاوت بتفاوت ارتفاع كعوب هذه الطموحات..
والعلم وحده الذي ينميها،.. ويحدِّثها، ويثريها فيه..!!
المعرفة رافد قوي لدعم محاور تفكير المرء في حياته، تفكيراً بصوت لسانه، أو بنانه، بينه وبين نفسه، أو بينه وبين غيره..
الإنسان على أية حال، يجتر أفكاره اجترارا..
وإنه إن تفكَّر قليلاً فسوف يجد أنه يدور في حلقات ضيِّقة مهما اتسعت،..
محورية مهما ظن اتساعها..
الإنسان حقيقة، يملك حجماً صغيراً في رأسه من العقل..،
تماماً كما هو حجم قلبه الصغير في صدره..!
مقارنة بين حجمه الكلي..، وحجم شجرة وارفة..،
أو ظل جبل كبير..
فلا يجد نفسه إلا صغيرا..
مع أنه يتقافز نحواً بعيداً ليكبر..!!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855