|
عقد كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي بجامعة الملك عبدالعزيز الندوة العلمية الثالثة تحت عنوان: منهج الاعتدال السعودي رؤية عالمية، وذلك يوم الخميس 9-5-1434هـ الموافق 21-3-2013م في مدينة مدريد الإسبانية.
وصرح المتحدث الرسمي للجامعة الدكتور شارع البقمي بأن أعمال الندوة اشتملت على ثلاث جلسات، حيث افتتح مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة بن صادق طيب الجلسة الافتتاحية مرحباً بالمشاركين ومبرزاً العلاقات الوثيقة والقوية التي تجمع المملكة العربية السعودية بإسبانيا، معرباً عن أخذ جامعة الملك عبد العزيز المبادرة لعقد هذه الندوة إسهاماً منها في حركة البحث العلمي العالمي، مؤكداً تميز جامعة المؤسس على المستوى العالمي بتقدمها في التصنيفات العالمية وعلى رأسها تصنيف شنجهاي، حيث جاءت في المرتبة بين 300 – 400، وتقدمها إلى متقدمة في مجال الرياضيات والكيمياء.
وأكد الدكتور أسامة طيب على سعي الجامعة لتوسيع قاعدتها العلمية والبحثية عبر إنشائها لهيئة استشارية دولية وعقد اتفاقيات دولية مع مراكز بحثية عالمية ومنها الشراكة العلمية مع جامعة ie بمدريد، مؤكداً أن الندوة تهدف إلى نشر ثقافة الاعتدال والحوار من خلال المناقشات العلمية والأبحاث العلمية وغيرها من الأنشطة العلمية والبحثية.
عقب ذلك تم عرض فيلم وثائقي عن الكرسي وإنجازاته ونشاطاته العلمية والبحثية، ثم ألقيت محاضرة لصاحب السمو الأمير منصور بن خالد سفير المملكة بمدريد جاء فيها إبراز لأهمية هذه الندوة في إثراء الحوار بين الحضارات والتعاون الناجح والدائم من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، وجاء في الكلمة تنويه بمحاضرة الشيخ صالح كامل وتأكيد على مسمى التمويل الأخلاقي أو التنموي وأهمية الحوار بين الأديان والثقافات والتوازن عبر تطبيق مبادئ الاعتدال وما له من دور مهم على المستوى العالمي.
ثم تناول الكلمة معالي مدير جامعة ie بمدريد البروفيسور رفائيل بويول أشاد فيها بالشراكة المتميزة بين جامعة الملك عبد العزيز وجامعة ie، ومبيناً أن الجامعتين أحرزتا تقدماً في التصنيف العالمي، من خلال جودة الأبحاث، وأكد بويول أن العلاقات بين الطرفين ستتقدم نحو الأحسن وتعد بمستقبل واعد، عبر تفعيل الشراكات والمشروعات العلمية والبحثية المشتركة والتعمق في المعرفة والمناهج الأخلاقية، وأضاف أن العلاقة بين الجامعتين علاقة مؤسساتية ذات مستوى راق تشترك في الأهداف والطموحات، وتبادل الخبرات والمعارف وتدعو إلى الفخر والاعتزاز.
ثم عقد نقاش مفتوح عقبه عقبها تكريم للمحاضرين والرعاة وهم شركة وادي جدة والمركز السعودي الإسباني:
الجلسة العلمية الأولى
ترأس الجلسة الأولى وكيل جامعة الملك عبد العزيز للدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور عدنان بن حمزة زاهد، وبدأت بمحاضرة لمعالي الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ألقاها نيابة عنه الأستاذ فهد السلطان، وأبرزت الورقة العلمية إسهامات المملكة في دعم حوار الحضارات مركزاً على أصول الجذور التاريخية والفلسفية لحقوق الإنسان في الأديان والحضارات والثقافات المختلفة، وجهود الملك عبد الله بن عبد العزيز في الحوار بين الحضارات، مبرزاً سعي المملكة إلى نبذ العنف والتطرف، والمشاركة في الجهود الدولية لإقامة علاقات دولية قائمة على الحوار والاعتدال ومبادئ التسامح وعدم السخرية من الرموز الدينية.
عقب ذلك تحدث البروفيسور جورج وينكلرمن جامعة فيينا عن مظاهر التعليم العالي في المملكة العربية السعودية، والدور الثقافي الذي تقوم به مؤسسات التعليم العالي في المملكة على المستوى العالمي على مستوى إيجاد الحلول العملية لمعالجة المشكلات الاجتماعية والثقافية ودعم القيم الأخلاقية والمبادئ المعتدلة.
وأعرب عن إعجابه بما حققته جامعة الملك عبد العزيز على مستوى الكيف والنوع وتحديث المرافق وعقد الشراكات الإستراتيجية الدولية والتعاون مع الجامعات العالمية، مؤكداً أهمية تدويل الجامعات والتركيز على الانتماء الدولي لكي تستفيد البشرية جمعاء من مخرجات الجامعات العلمية من ابتكارات واختراعات وحلول متجددة، وأشار وينكلر إلى أن إنشاء هيئة استشارية دولة بجامعة الملك عبد العزيز يعكس منهج الاعتدال السعودي الذي تتمتع به الجامعة.
ثم فتح النقاش، عقبه تكريم للمحاضرين ولرئيس الجلسة.
الجلسة العلمية الثانية
ترأس الجلسة العلمية الثانية الدكتور أحمد بن حامد نقادي وكيل جامعة الملك عبد العزيز للأعمال والإبداع المعرفي، وقدم خلالها معالي السفير عبد الله بن يحيى المعلمي المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى هيئة الأمم المتحدة كلمة استعرض فيها جهود المملكة في هيئة الأمم المتحدة ودورها في نشر الإسلام العالمي، وقال: «في عام 1945 اجتمع في سان فرانسيسكو ممثلو 51 دولة ليوقعوا وثيقة تأسيس الأمم المتحدة وكان بينهم الأمير فيصل بن عبد العزيز وزير خارجة المملكة آنذاك» مؤكداً أنه ومنذ ذلك الوقت والمملكة تدعو إلى إحقاق العدل ودعم السلم في العالم، كما عرج معاليه على علاقة المملكة بالأمم المتحدة منذ تأسيسها وحتى يومنا الحاضر، وتناول خمس محطات تبرز تمسك المملكة بالسلم والعدالة وإحقاق الحق، وهي القضية الفلسطينة وقضية الكويت ومكافحة الإرهاب ومحاربة الجوع والجهل والمرض والحفاظ على التوازن الاقتصادي في العالم.
ثم قدم الدكتور وليد السديري عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز عرضاً تقديمياً حول معالجة السياسة الخارجية السعودية لأزمة 11 سبتمبر، مركزاً على ثلاثة مستويات هي الإسلام، والسعودية كمجتمع، ثم الاقتصاد السعودي، مبرزاً ردود الفعل والتحديث الذي قامت به المملكة على مستوى السياسة الخارجية لاحتواء تلك الردود والتداعيات، وابتكار إجراءات ومبادرات دولية لاحتواء الأزمة.
مؤكداً أن الاعتدال برز في أسمى معانيه في تلك السياسة.
عقب ذلك تم فسح المجال لطرح الأسئلة والنقاش، ثم تم تكريم المحاضرين ورئيس الجلسة.
الجلسة العلمية الثالثة
ترأست الجلسة الدكتور سيليا دي أنكا مدير المركز السعودي الإسباني للاقتصاد والتمويل الإسلامي، وتحدث في هذه الجلسة مستشار معالي وزير البترول والثروة المعدنية الدكتور محمد بن سالم سرور الصبان حول نهج المملكة وسياساتها البترولية المعتدلة القائمة على الشفافية والانتظام والسعي لاستقرار سوق النفط العالمية، وأكد في ورقته العلمية الاعتراف والتقدير للجهات المستهلكة للنفط والدول الذي تقوم به المملكة في تصور درجات اضطراب أسواق النفط العالمية، وأكد محافظة المملكة على سياساتها النفطية المعتدلة.
عقب ذلك تحدث الدكتور إيقناسيو دي لا توري من جامعة ie عن دور المملكة العربية السعودي في توازن الاقتصاد العالمي، وركز في ورقته العلمية على تحليل رصيد المملكة من الربح الزائد والذي نتج عن عمليات بيع النفط مما مكنها من العمل كمزود لرأس مال باقي دول العالم، وأكد لاتوري ميل المملكة لخيار الاقتصاد المتعدد الموارد بهدف تقليص اعتماد الدولة على توفر أنواع النفط من باطن الأرض وإمكانية بيعه في سوق مفتوحة.
كما عرج على دور المملكة في السوق المتنامي للتمويل الإسلامي.
عقب ذلك فتح النقاش واستقبال الأسئلة من الحضور ثم تم اختتام الجلسة بتكريم المحاضرين ورئيسة الجلسة.