- انتشار الجرائم مشكلة بشرية ضحيتها الإنسان في أي مكان في العالم. ولا خير في حياة تنتشر فيها الجرائم حتى ولو بنيت البيوت من الذهب والفضة.
من هنا، يتضح جلياً خطورة الجرائم؛ كبرت أم صغرت، ويبرز دور الأفراد والمجتمعات في محاربة الإجرام وأهله ومكافحة الجريمة في شتى صورها، واعتبار أن كل جريمة خطر يهدد أمن وسلامة الأمة وأمنها واستقرارها.
وهنا، لا بد من الرجوع إلى الله في كل الأمور والتوكل عليه جلّ وعلا وترسيخ مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأن كل جريمة في نظر الإسلام منكر يجب تغييره والوقوف ضده.. ومن هذا المنطلق يأتي دور التناصح لأن المجتمع الذي يريد الخير والابتعاد عن الشر لابد له من الاستماع إلى النصيحة والتقيد بما هو صالح منها، اقتداء بسيد البشرية - صلى الله عليه وسلم- الذي قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، والنصيحة قد تكون كافية لإصلاح منحرف وعودته إلى الصواب..
يقولون في السابق: إن النصيحة تعادل ناقة من الإبل!! وفي عصرنا الحالي لم يعد للنصيحة دور بارز حتى ولو كانت من دون مقابل، إننا بحاجة ماسة إلى الصادق الصدوق، المخلص الناصح ليقدم النصيحة التي -إن شاء الله- تساهم في القضاء على أسباب الإجرام وكافة الانحرافات الأخلاقية.
وبإمكان الكلمة الطيبة الوصول إلى كل فرد من أفراد المجتمع؛ لأن وسائل التواصل الاجتماعي تساهم في ذلك بشكل كبير، والتي يجب أن تسخر من قبل مستخدميها للصالح العام وتشجيع الشباب على التمسك بالقيم، ولا يستغرب أبداً أن أصحاب الأخطاء يعودون إلى الحق والفضائل ويبتعدون عن الشر وممارسته واتباع الحق والحفاظ عليه، إنها دعوة صادقة لتعم النصيحة وتصل إلى كل مكان في البيت والمدرسة والشارع وفي المجالس، نعم، إن المناصحة أمر مهم وفضيلة لا يجب تركها ومهما تطورت الحياة فإن مكانتها لا تعوض، فهل من مجيب وهل نعتمد المناصحة للقضاء على الجرائم.