في دول العالم المتقدمة، تكون علاقة رئيس الدولة بالصحفيين علاقة متميزة؛ فتجده في المؤتمر الصحفي يناديهم بأسمائهم، ويحترم أسئلتهم، ولا يراوغ في الإجابة عنها. وهذا كله لأن هذه الدول تضع الإعلام في مكانه الصحيح، كسلطة رابعة، قادرة على الفضح والتغيير.
في المقابل، تجدنا نطلق على كل ما نظن أنه غير صادق: «كلام جرايد»، وتجد مسؤولينا ينظرون إلى الصحافة نظرة ازدراء أو تعالٍ أو عدم ثقة، ولم يسبق لأي مسؤول أن فتح ملفاته بصدق لأي صحفي، مهما علت مرتبته، لكنه يفتح كل أبوابه لأقل صحفي أجنبي شهرة، بل يخرج إلى البوابة لاستقباله!
حينما لا يجيب المتحدث الرسمي على هاتفه الجوال، وحينما يغلق متحدث رسمي آخر جواله، وحينما يظهر ثالث للصحفيين ليقول لهم أنتم «تفبركون» وتحبون الإثارة، فإن كل هذا بسبب أن المؤسسات الرسمية بتاريخها الطويل لم تضع الصحافة والإعلام بمكانهما الصحيح. كانت كل الوقت تقرِّب المدّاحين الانتهازيين المتمصلحين، وتضع بينها وبين الصحفيين النزيهين الصادقين متاريس حديدية. وهكذا استمر الحال؛ لذلك فإن مواقف المتحدثين الرسميين مع الصحفيين هو انعكاس لمواقف رؤسائهم. هو لا يفعل هذا الفعل إلا لأن رئيسه يطلب منه ذلك، أو على الأقل لا ينكر عليه ذلك. ولو أن وزيراً قال للمتحدث الرسمي «لا تقفل جوالك»، هل سيقفله؟!
الجميل أن الإعلام الجديد اليوم لا يعترف بهذه العينة من المتحدثين الرسميين؛ إنه ينقل الواقع للناس مباشرة من موقع الحدث.