وردة واحدة تهديها لأمك في حياتها خير من باقة ورود تضعها على قبرها!
ما الذي يضير إن استثمرنا المناسبات العالميَّة الخيِّرة لنعزِّز من قيمنا، ألسنا جزءًا من العالم.
وافق يوم الخميس 21 مارس يومًا للاحتفاء بالأمَّهات.
وبالنَّظر لأوضاع نسبة كبيرة من الأمَّهات السعوديات نجد الحاجة ملحةً لاستثمار هذا اليوم في مناقشة الكثير من القضايا والحقوق المُتَعَلِّقة بالنِّساء بعد سن اليأس.
فكثير منهن يفاجأن بزوجة شابة تدخل عليهن بيوتهن اللاتي انقضت سني عمرهن وهن يبذلن ويجتهدن في الحدب عليه وعلى من فيه! والأسى يتضاعف حين تصبح الأم ضيفة ثقيلة في بيوت أبنائها أو بناتها فتتمنى الموت على بقائها أما زائرة هنا وهناك!
والأكثر إجحافًا حين تكون الأم قد ساهمت الأب في بذل ما لها دون ضمانات حبًّا وثقة لأبنائها وأبيهم.
فيذهب مالها وشبابها وتكون مثل ما يقول المثل النجدي (يسني بلا ماء) يوم الأمَّهات هو مناسبة جميلةً لتقدير دور الأمَّهات والتفكير بتحسين أوضاعهن الاجتماعيَّة والوظيفيَّة ومراجعة اللوائح والقوانين التي تحكم هذه الأوضاع، فأين الضمان للمرأة بعد زواج امتدَّ ثلاثين عامًا وفجأة يخرجها زوجها إلى الشارع.
فأين القانون الذي يحميها ويقدر ما بذلته كل السنوات تجاه زوجها وأبنائها.
لقد صادفت سيدة في مستشفى تتوسل الطّبيب ألا يكتب لها خروج لأنّها لا تدري أين تذهب بعد طلاقها وهي في سنِّ متقدم.
وتقول: لا أودُّ أن أثقل على أبنائي بيوتهم صغيرة وحياتهم على قدهم! لا يحق للرجل أن يخرج زوجته أو طليقته بعد أن قضت معه زهرة شبابها بما يرضي الله ًلا بُدَّ من تشريع يحمي الأمَّهات من الجاحدين.
كما أن هذا اليوم فرصة للبحث والنَّظر إلى تحسين الخدمات الصحيَّة المقدمة لهنَّ سواء في سنِّ الإنجاب أو بعده.
واقتراح ما هو إيجابيّ من برامج تثقيفية وتوعوية خاصة للأمَّهات في القرى الهجر النائية! الأمَّهات أشجار وارفة، هي الظل وهي الدفء. أسألوني عن الفراغ الذي أوجده غياب أمي.
لقد كانت وجهة وقبلة للحبِّ والحياة الآمنة والهدأة النفسية والكلمة الطيبة والحضن الذي ترمي فيه كل الهموم.
رحم الله أمَّهاتنا الغائبات وأبق لنا الأمَّهات الحاضرات وأسعدهن ليسعدننا.
f.f.alotaibi@hotmail.comTwitter @OFatemah