|
العواصم - وكالات:
تعهد الرئيس السوري بشار الأسد الجمعة بتطهير سورية من «قوى الظلام والفكر التكفيري» التي اتهمها باغتيال أحد كبار رجال الدين السنة الذي كان مؤيدا له في مواجهة المعارضة والمحتجين في الانتفاضة التي دخلت عامها الثالث.
جاء ذلك في برقية تعزية في مقتل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي الذي لقي حتفه مع عشرات المصلين في انفجار في مسجد في دمشق الخميس.
وذكرت وسائل إعلام سورية رسمية أن عدد قتلى الانفجار بلغ 49 قتيلا لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب العنف في سورية قال إن 52 شخصا قتلوا وإن العدد النهائي قد يرتفع على الأرجح إلى أكثر من 60 شخصا.
في ذلك الوقت واصلت المدفعية السورية قصفها من مواقعها على الأطراف الشمالية لدمشق بلدتي داريا والمعضمية في جنوب شرق العاصمة والخاضعتين لسيطرة المعارضة ، فيما استمرت الاشتباكات ما بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في حيي جوبر (شرق) والتضامن (جنوب) ،ودرعا (جنوب). وريف محافظة الرقة مما أدى إلى مقتل 47 شخصا.
وأدان مجلس الأمن الدولي «بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الذي وقع في مسجد بدمشق» ولكنه أضاف أن أي خطوات لمحاربة الإرهاب يجب أن تتماشى مع القانون الدولي لحقوق الإنسان واللاجئين.
وقال زعيم المعارضة معاذ الخطيب وهو نفسه خطيب سابق بالجامع الأموي إن قتل البوطي «جريمة بكل المقاييس». وأضاف الخطيب في بيان «ديننا وأخلاقنا لا تسمح أبدا بأن نتعامل مع الاختلاف الفكري بطريقة القتل.»
من جانب آخر منحت الأمم المتحدة محققيها عاما آخر لجمع الأدلة على جرائم حرب في سورية وقالت الجمعة إنهم جمعوا بالفعل روايات مروعة من شهود عيان بشأن أعمال قتل وتعذيب واغتصاب.
وأدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة «الانتهاكات الجسيمة» التي ارتكبتها القوات الحكومية السورية والميلشيات المتحالفة معها بما فيها قصف مناطق سكنية ومجازر خلال الصراع المستمر منذ عامين.
وأضاف المجلس الذي يضم 47 دولة ويتخذ من جنيف مقرا له في قرار قدمته دول عربية وغربية ان المعارضة المسلحة ارتكبت فظائع أيضاً لكن ليس على نفس المستوى.
ولم يصوت ضد القرار سوى فنزويلا وامتنعت خمس دول أخرى عن التصويت. ولا يضم المجلس الصين وروسيا في عضويته هذا العام.
وقال الخبير البرازيلي باولو بينيرو للمجلس هذا الشهر إن الحكومة السورية كثفت قصفها العشوائي العنيف للمدن وإن مقاتلين معارضين يعدمون سجناء يدانون في محاكم يعقدونها دون إجراءات وافية.
من جانبها حاولت فرنسا وبريطانيا الجمعة إقناع البلدان الأوروبية الأخرى بالموافقة على إرسال أسلحة إلى المقاتلين السوريين، إلا أن عددا كبيرا من عواصم الاتحاد الأوروبي اعتبر ان هذه البادرة محفوفة بالمخاطر. وقد تعهد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين يعقدون في دبلن اجتماعا غير رسمي بذل الجهود الممكنة «للتوصل إلى موقف مشترك»، كما ذكر وزير الخارجية الايرلندي ايمون غيلمور. لكن المهمة تبدو بالغة الصعوبة طالما ان الخلافات عميقة على ما يبدو بين لندن وباريس من جهة، وبين البلدان المتحفظة وتلك التي تعارض معارضة شديدة رفع الحظر عن إرسال الأسلحة من جهة ثانية.