- (أعطني قائداً أعطك جنداً)..
تذكرت هذه المقولة العسكرية لأطبقها في ميدان مدني وتعليمي..
كانت جامعة تؤدي رسالتها التعليمية فقط، وربما أن شهرتها بالخارج أكثر من شهرتها بالداخل بوصف خريجيها من مختلف أقطار العالم الإسلامي.. إنها الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة التي انطلقت بالسنوات الأخيرة وتحديداً منذ تسلم إدارتها معالي الدكتور محمد العقلا المدير الاستثنائي، حيث حلق بالجامعة خلال سنوات معدودة إلى آفاق لم يكن من المتصور وصولها إليها خلال عشرات السنين.. والدكتور محمد العقلا بقدر ما حدَّث آليات التعليم بالجامعة وطور كوادرها مدعوماً من وزير فاعل يدعم ويساند كل مخلص في جامعات بلادنا، فإن العقلا في ذات الوقت استطاع أن يخرج الجامعة من عزلتها التي تقوقعت فيها سنين طوالاً إلى قلب المجتمع نبض الحراك الثقافي والمجتمعي في بلادنا عبر أنشطة ثقافية لافتة من حوارات وطنية مع كبار المسؤولين كسمو الأمير الحكيم الراحل نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- كما شارك في محاضراتها رموز كبيرة من مسؤولين ومفكرين وأدباء يتقدمهم سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز عن والده الملك عبدالعزيز مروراً بالعديد من الأسماء اللامعة مع هذه الحوارات والمحاضرات كانت هناك مؤتمرات داخلية ووطنية طرحت فيها قضايا فكرية إسلامية بالغة الأهمية من مثل مؤتمر مكافحة الإرهاب وسماحة الإسلام والوقف الإسلامي وغيره.
وآخر نشاط ثقافي وطني للجامعة هو محاضرة متميزة عن الراحل الإنسان سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز -عليه رحمة الله- التي قدمها ابنه سمو الأمير خالد بن سلطان وسط حضور كبير، محب للراحل الإنسان، وقد تفاعل الجميع معها لتميزها ولأن المحاضر أحد أبنائه وتناول الجانب الإنساني الذي منحه الراحل نظير عمره ولو لم يأت من المحاضرة إلا تلك الدعوات التي ارتفعت من جموع الحضور بالقرب من مسجد المصطفى -صلى الله عليه وسلم- للراحل الأمير سلطان بأن يجعل ما قدمه من خير عملاً صالحاً نال الثواب عليه من ربه بالرضا والرحمة وسكنى الجنة.
أختم.. أتطلع أن تقتدي بعض جامعاتنا بالجامعة الإسلامية التي لم تكتف بدورها التعليمي، بل انطلقت إلى مشهدنا الوطني والمجتمعي بتفاعل ثقافي متوازن ومدروس ينبع من رسالتها بوصفها جامعة إسلامية وطنية لها رسالتها المحلية في بلادنا ولها رسالتها نحو أبناء العالم الإسلامي.
***
=2=
- يحلو المكان
أين نقاء حب العشاق العذريين الذي يقول عاشقهم مكتفياً بسكنى المكان عن لقاء المحبوب, فحسبه أن يكون مع من يحب في ذات المكان فقط.. لذا فهو يغرد على أوتار نقائه:
يحلو المكان ويغدو جنة أبدا
ما دمت تسكن في هذا المكان معي
إنه يكتفي بالإحساس عن الرؤية, وبعبق الحبيب عن مشاهدته, وبتخيله حلماً عن تمثله واقعاً.
أين هذا الحب النقي من حب هذا الزمن المتعرِّي؟..
***
=3=
- آخر الجداول
للشاعر عبدالله الصيخان من ديوانه الجديد “الغناء على أبواب تيماء”:
(سألت الخليج لعلك تهوين
سكنى المحار
وهمتُ إلى مكة النور
علَّك تهوين أم الديار
وكلٌ يتمتم في رحمة:
وضاعت حكاياك
يا شهر يار).
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi