سعادة رئيس التحرير وفقه الله
تعقيباً على ما نشرته الجزيرة بتاريخ 2 ربيع الآخر 1434هـ، بعنوان (استيقظ المرور) بقلم الأستاذ يوسف الحميدان، وتاريخ 20/ منه بعنوان (132 ألف مخالفة مرورية شنيعة وحجز 30 ألف مركبة) وتاريخ 21 منه بعنوان (تدشين مباشرة الحوادث لنجم بالدراجات النارية في مكة والرياض ورصدها إلكترونياً) وأخيراً عن أن الطيران العمودي يراقب حركة السير للطرق المؤدية لجامعة حائل، تلك مواضيع شدت انتباهي، ومن أجل الاختصار أردت التعليق عليها معاً؛ كونها تخص المرور وحده. ففي المقال الأول تحدث الكاتب عن شن حملة جادة ضد المفحطين، واكتشاف المرور أن غالبية المركبات المستخدمة في التفحيط ما بين مسروقة ومستأجَرة، وأن المطلوب حملات مرورية مكثفة ضد كل المخالفين في الطرقات، وقال: علينا أن ندرك أننا لا نعاني من أزمة تنظيم مروري أو أمني، بل نعاني من أزمة تربية حقيقية، نغرسها منذ الطفولة في صغارنا. هنا أقول للكاتب: بل نعاني من أزمة تنظيم مروري فعلاً فهل مرور رجل المرور من أمام حادث عائق للسير في شارع مهم كجسر الخليج، والسير متوقف من مسافة لا تقل عن كم، دون أن يحرك ساكناً، وكأنه ذاهب في مهمة تاركاً الأمر لرجل (سهيل)، الذي غالباً لا يأتي إلا بعد مرور وقت طويل، قد يتجاوز الساعة لمنح من يخصهم الحادث فرصة للملل ومن ثم لإنهاء الأمر فيما بينهم. سلوك رجال المرور السالف ذكره أليس تصرفاً به خلل في التنظيم المروري؟ أليس عدم وجود فتحة للرجوع إلى الخلف من جوار إشارة تقاطع الإمامين أحمد بن حنبل والشافعي - رحمهما الله - للقادم من الغرب قبل الإشارة بمائة متر، وأن العودة تتم الآن بعد عمود الإشارة الواقع في منتصف الشارع تقريباً، وبصعوبة، وتحت المخاطر، ناهيك عن عدم شطف زاوية مركز العثيم لتسهيل المرور الجانبي، أليس هذا بحاجة إلى تنظيم مروري؟! وعن المخالفات المرورية الشنيعة وحجز المركبات، وأن مرور الرياض سجل خلال الربع الأول من هذا العام قريباً من 700 ألف مخالفة، فإن ضخامة هذا الرقم تجعلني أجزم بأن هناك مبالغة في العدد، ولو قبلنا أعداد قطع الإشارات والسرعة التي يسجلها ساهر أو كاميرات المرور - وربما يتكرر تسجيل المخالفة لوجود ساهر مع كاميرا المرور كما في تقاطع الأربعين بالملز مع الأحساء - لما قبلنا أعداد عكس السير 13244 إلا إذا كان هذا يعني داخل الأحياء، وحتى داخل الأحياء لا وجود لرجال المرور إلا نادراً. أما عن الدوران غير النظامي واوقوف والتظليل وتحميل الركاب فمن أين أتى المرور بتلك الأوضاع ما دمنا لم نرَ أثراً لرجال المرور على التقاطعات ولا حتى عبر الشوارع؟ وعن تدشين مباشرة الحوادث لنجم بالدراجات النارية أقول: صح النوم، فقد دعونا إلى ذلك منذ عام 1428هـ فأين المرور من تلك الفكرة طوال تلك السنين بدلاً من استخدامه سيارات تحتاج إلى وقت طويل لتصل إلى مكان الحادث، فيرتبك الناس، ويتسبب في خلق زحام آخر ليخلو له الطريق، علاوة على الأصوات المزعجة في النهار وإشعال (السفتي) المؤذي للعيون ليلاً.
أما الموضوع الأخير والأهم فقد سبقكم بها عكاشة، إلا وهو مراقبة المرور بواسطة الطيران العمودي؛ إذ بدأ به مرور حائل، وقد اقترحنا المرور الطائر أيضاً عام 1428هـ عبر هذه الجريدة الموقرة لسرعة فك الاختناقات المرورية فلم نجد تجاوباً، وخيراً فعل مرور حائل، وفخراً لهم أن بدأ به قبل مرور العاصمة؛ فشكراً للقائمين عليه. وأضيف بأن هناك ملاحظات عدة في شارع عنيزة ومخرج 14 وطريق الخليفة عمر بن عبدالعزيز، بعضها من أخطاء المرور نفسه؛ ويلزم إعادة النظر فيها لتسهيل المرور.
صالح العبدالرحمن التويجري