سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة..
الأستاذ خالد بن حمد المالك -وفقه الله-..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فقد اطلعت على المقالة المعنونة بـ(الرقية بين الإفراط والتفريط) لكاتبها الأخ الأستاذ سلمان بن محمد العُمري المنشورة بملحق آفاق إسلامية بهذه الصحيفة العدد (14778) المؤرخة في 3-5-1434هـ، والتي تضمنت نقاطاً مهمة عن الرقية وحال بعض الرقاة، ومن يترددون عليهم من المراجعين سواء أكانوا مرضى حقيقيين أو متوهمين لجديرة بالتأمل لأنها لامست الواقع المعاش الذي زاد فيه الرقاة منهم الصالح وفيهم الطالح الذي يحتاج إلى علاج ورقية.
وحين نتكلم عن أخطاء بعض الرقاة فلا يعني أن غيرهم لا يخطئون.. لا.. فالأخطاء والمخالفات موجودة في كل المجالات وعند جميع الفئات. كما لا يعنى تعميم الحكم على كل من يمارس الرقية، فهناك رقاة فضلاء نفع الله بهم الناس.
ولكن كثير من طالبي الرقية ليس فيهم إلا الأوهام التي تستولي على عقولهم بسبب ضعف شخصياتهم وسذاجة تفكيرهم وسرعة تصديقهم للأخبار والقصص التي تلقى على مسامعهم صباح مساء، كما أن كثيراً من مشاكل الناس تجيئ بسبب ضعف التربية الإيمانية ووهن العلاقة الأسرية، والتشخيص المبني على الظن والتخمينات، والاستسلام للأوهام وقبول الإيحاءات.
إن مما يؤسف له اشتغال غالب الرقاة بالتشخيص أكثر من اشتغالهم بالرقية نفسها، والقيام بالرقية الجماعية التي تعد سبباً رئيساً لنشر الوهم والرعب والخوف بين الناس، كما أن أساليب بعض الرقاة تغرس في النفوس والخوف من الجن والسحرة لا الخوف من الله تعالى والإقبال عليه وصدق التوكل عليه، فبعض الرقاة يقول فلان مسحور وفلانة منظولة وفلان فيه مس ثم يذهب ويتركهم يعانون مما بهم ولا يعمل على إبطال السحر وإخراج الجن مع أنه يقدم نفسه على أنه خبير بعلاج هذه الأمراض. والسؤال: إذا كان غير قادر على علاجهم فكيف استطاع أن يشخصهم؟.
وسؤال آخر: هل الشفاء من العين والسحر والمس متوقف على التشخيص؟.. وهل يمكن أن يعود التشخيص على المريض بالفائدة أم بالضرر؟..
وخلاصة الكلام أنه يوجد ممن يمارس المعالجات مشعوذون ودخلاء على الرقية والواجب على طالبي الرقية أن يدققوا فيمن يريدون الذهاب إليه للرقية وألا يندفعوا مع مجرد مدح فلان أو فلانة بل لابد من معرفة خلفية الراقي العلمية والسلوكية. وأنه ثقة يعتمد عليه.
بارك الله في جريدة الجزيرة لإتاحتها الفرصة للنقاش في مثل هذه المواضيع المفيدة، وشكراً للأخ الأستاذ سلمان العُمري على طرحه هذا الموضوع المهم الذي يشغل الناس في مجتمعنا السعودي خصوصاً والمجتمع الإسلامي بصفة عامة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
عبدالسلام بن صالح العسكر