الجزيرة - الرياض:
دعا خبراء سعوديون في قطاع التأمين الشركات العاملة في السوق المحلية إلى اتباع طريقة التكلفة الحدية في تحديد السعر العادل للتأمين الطبي، والالتزام بها سينعكس إيجاباً على تطوير الخدمات المقدمة لعملاء شركات التأمين؛ إذ يضع حدًّا لحرب الأسعار الدائرة بين شركات التأمين، ويحقق مزيداً من النمو والتطور في القطاع. كما قدموا مقترحاً لمقدمي الخدمة الطبية، يتمثل في النظر في تخصيص دائرة تأمين مستقلة، تعنى بمعالجة المشاكل والعقبات كافة التي قد تواجهها مع شركات التأمين.
جاء ذلك خلال حلقة نقاش نظمتها غرفة الشرقية ممثلة بلجنة التأمين مؤخراً حول «التأمين الطبي» وضرورة الارتقاء بمستوى الخدمة الطبية المقدمة لعملاء شركة التأمين، من خلال المزيد من التنسيق والتعاون بين شركات التأمين من جهة، والمؤسسات مقدمة الخدمة من ناحية أخرى، التي تناولت ثلاثة محاور، هي: التكلفة الحدية للتأمين الطبي، تحديد أداء مقدمي الخدمات الطبية وأنواع الحماية التعاقدية.
وأفاد رئيس لجنة التأمين بغرفة الشرقية صلاح الجبر بأن اتباع شركات التأمين طريقة التكلفة الحدية في تحديد السعر العادل للتأمين الطبي والالتزام بها سينعكس إيجاباً على تطوير الخدمات المقدمة لعملاء شركات التأمين؛ إذ يضع حدًّا لحرب الأسعار الدائرة بين شركات التأمين، ويحقق مزيداً من النمو والتطور في قطاع يُعد من أهم القطاعات المحركة للاقتصاد الوطني في المملكة. مبيناً أن هذه الطريقة ستؤثر سلباً في قدرة الشركات الصغيرة في المنافسة على المدى القصير؛ كونها لا تمتلك محفظة تأمين طبي مثل التي تمتلكها الشركات الكبيرة؛ ما يجعل التكلفة الحدية لها قليلة نسبياً إذا ما قورنت بالتكلفة الحدية للشركات الصغيرة التي ستكون مرتفعة.
من جانبه، ذكر المدير العام لشركة نكستكير السعودية طلال فدا أن مفهوم «التكلفة الحدية» هو قيمة المطالبات من إجمالي الاشتراكات، وتُحسب بناء على الخسائر المتكبدة للسنوات السابقة، بحسب أعداد المؤمن لهم، وارتفاع تكاليف التطبيب. مؤكداً في هذا الصدد أن التزام شركات التأمين بهذه الطريقة سيقودها إلى نوع من الاستقرار على المدى البعيد؛ كونها الطريقة المثلى لتحديد القسط العادل للتأمين.
وحول «أداء مقدمي الخدمات الطبية» دعا فدا إلى أهمية الربط الإلكتروني بين شركات التأمين ومستوى المطالبات، مع إطلاق المزيد من التنظيم فيما يتعلق بتسوية الفواتير المستحقة لمقدمي الخدمة. فيما أشار الجبر إلى مزيد من التواصل الحقيقي بين شركات التأمين ومقدمي الخدمة الطبية، للتباحث في العقبات والتحديات كافة التي تواجه كلا الطرفين، والعمل على حلها لخدمة العملاء؛ وبالتالي تحقيق المزيد من النمو والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة من كلا الجانبين. وبشأن الحماية التعاقدية شدَّد طلال فدا على أهمية إيجاد حالة من التشاور والتعاون بين مقدمي الخدمة وشركات التأمين فيما يخص الأسعار تجنباً لحدوث أي تباين في وجهات النظر بين الطرفين في هذا الجانب، الذي ربما ينعكس على مستوى الخدمة المقدمة للعملاء.